مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الثانية

من Jawdat Said

مراجعة ١٩:٥٨، ١٠ يناير ٢٠٠٨ بواسطة بشر (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

مذهب ابن آدم الأول


Mazhabibnadam.jpg
تحميل الكتاب
مقدمات للكتاب
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الأولى
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الثانية
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الثالثة
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الخامسة
مقدمة مذهب ابن آدم الطبعة الرابعة
عناوين
نصوص في مذهب ابن آدم
ملاحظات
نماذج من عمل الأنبياء
عمل القاضي غير عمل الداعي
البلاغ المبين
موقف المسلم من الكفر البواح
تهمة الإرهاب
شبهات حول مذهب ابن آدم
مزايا مذهب ابن آدم
مفاهيم في العمل الإسلامي
خاتمة


مضى على الطبعة الأولى عقد كامل ، ولم يحدث تغيير يُذكر في العالم الإسلامي ، فيما يتصل بهذا الموضوع ، بينما زاد شعوري بضرورة الزيادة في البحث والتحقيق فيه ، والأزمات كما توقعت لم تقلَّ لا كماً ولا كيفاً ، وإن حدث شيء من الحيرة أثَّرت في الكَّم والكيف لم يكن ناتجاً عن العلم والفهم بل العجز والتردُّد .

ومع ذلك فلا يسعني إلا أن أشير ، بكثير من الاهتمام ، إلى المقالات التي كتبها (الأستاذ عبد الحليم أبو شقة) في مجلة المسلم المعاصر، وما حدث حولها من حوار متحفظ، وميزة تلك الكتابات أنها صادرة من مراجعة الذات أو النقد الذاتي، الذي يمتاز عن النقد الذي يأتي ممن يُعتبر ، بشكل من الأشكال ، أنه نقد من الخارج ولكن احتمال ألا يستمر البحث فلا بد من توقع ظهور البحوث النابعة من الذات التي توفر القيمة النفسية لتصحيح الاتجاه.

كما ينبغي أن أشير إلى كتاب (أزمة الفكر السياسي، تأليف الدكتور عبد الحميد متولي، وتقديم شيخ الأزهر الذي طُبع لأول مرة عام 1970 وأُعيد طبعه عام 1974) حيث عقد المبحث الخامس في الكتاب لمشكلة استعمال العنف من جانب الجماعات الدينية والسياسية.

وكذلك ما كتبه الدكتور (محمد المطالبي) في مقال بعنوان (التاريخ ومشاكل اليوم والغد في مجلة عالم الفكر التي تصدر في الكويت في يونيو عام 1974). وربما كانت هناك دراسات لم أطَّلع عليها تتفاوت في عمقها ومقدار ما يمكن أن تُحدث من تنبه .

إلا أن قلة الدراسات والمراجعات في هذا الموضوع دليل على أزمة في عقل المسلم لعدم اتِّخاذه موقفاً من مشكلاته .

إن أحداثاً جساماً تمر في صمت من غير دراسة ولا تحليل دقيق لأسبابها وتمحيصها لدليل على أن أمراض المسلمين لا تزال تتمتع بحصانة تمنعهم من مواجهتها. وهذا الموقف غير الناضج يكون سبباً في وقوعنا في أخطاء لم نكن نريدها البتة ، كأن نتبنى فكر الخوارج دون أن نقصد إلى ذلك ، ومن غير أن يخطر لنا ذلك على بال.

والغموض الذي يحيط بتلك الموضوعات أدى إلى الاختلاط في أذهان قادة الرأي والفكر في ديار الإسلام مما جعل الأزمة مأساوية ، وسوف يظهر واضحاً للأجيال القادمة ما كنا نعانيه من عجز عن وضع الأمور في مواضعها، وكيف كان يختلط علينا موضوع الدفاع عن العرض والمال الوارد في قول الرسول (ص) : «من قُتِلَ دون ماله فهو شهيد » وبين قوله (ص) فيما يخص موضوع الفتن أن نكسر سيوفننا، وأن نكون كخير ابني آدم، وأن نلقي ثوبنا على وجوهنا إن خشينا أن يبهرنا شعاع السيف.

ومادامت هذه الأمور مختلطة علينا، وما دمنا نقف في صمت مطبق من دون أن نسلط شعاع الفكر الذي يزيل الغموض والاختلاط ، فلا نرقب شفاءً عاجلاً قبل زوال هذه الالتباسات. إن البيان والبيانات هو ما تحتاج إليه الأزمة لحلِّها .

إن ما هو صعب الآن سيسهل تجاوزه حين تتناول العقول المتفتحة هذه المشاكل بالبحث والتحليل فنجد الخلاص من عقدنا كأنما نشطنا من عقال.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

دمشق في شعبان 1396 هـ - 1976 م

جودتسعيد