كن كابن آدم مقدمة

من Jawdat Said

مراجعة ٠٩:٤٦، ٢٠ أبريل ٢٠٢١ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
كن كابن آدم المقدمة والتمهيد الفصل الأول
مقدمةتمهيدمتى يفقد الكتاب معناه وجدواهلغة الحروف ولغة والمعانيابن آدم والفرق المتصارعةالقرآن والتاريخالإنسان والكبر
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


الحمد لله، وسلام على عباده الذي اصطفى، والآمرين بالقسط من الناس.

هذه الصفحات مقدمة ومدخل إلى مشكلة الإنسان، مشكلة أبناء آدم. وقد قصَّ الله علينا نبأ ابْنَيْ آدم في موقفيهما وأُسلوبيهما في حلِّ المشكلات: موقف وأُسلوب من يحل المشكلة ويعالج المرض بالقتل، وموقف وأسلوب من لا يقبل أن يكون حلُّ المشكلات وعلاج الأمراض بالقتل، ويمتنع عن الدخول إلى هذا الأسلوب في حلِّ المشكلات.

ولقد اقتربت البشرية من إمكانية تفهم نبأ ابْنَيْ آدم، ذلك النبأ العظيم الذي طالما أعرض عنه الناس، فاعتبروا حلّ المشكلات بأُسلوب الامتناع عن الدخول في العنف جنوناً وتراجعاً، ولم يكونوا يدركون أن هذا الموقف هو الحل الذي يتصف بالخير والأبقى، وأنه الأُسلوب الاقتصادي، وأنه التطور والخروج من مرحلة شريعة ما قبل الإنسان، شريعة الغاب.

نعم لقد وصلت البشرية، وصل أبناء آدم في تطورهم التقني وعبر تجاربهم التاريخية إلى أن حل المشكلات بالعنف حل انتحاري. وصلوا إلى الطريق المسدود، ولم يبق إلاّ أن يكتشفوا الوسائل الأخرى لحل المشكلات، وفي هذا الحق خصَّصت كلَّ جهودي المتواضعة، وأنا لا أشك، ولا أتردد في القول، إن البحوث التي ستكتب في هذا الموضوع ستكون أفضل من كتابي هذا، وليس لي من فضل إلا أنني صدمت عقول الكثيرين بطرحي لشيء لم يسمعوا به.

وإذا لم تنفع الكلمات في إخراج الإنسان من العنف فستخرجه نتائج وعواقب الكلمات، وقد آن لنا أن نتعلم!!..

إن الذي يمنع العرب والمسلمين من تفهم هذا الموضوع هو مشكلة (إسرائيل)، فهم لا يرون لها حلاً إلاّ العنف، ولكن الساسة - في وضعهم المأساوي - أدركوا أن مشكلتها لا تُحلُّ بالعنف، وهذا هو الذي ألجأهم إلى السلام مع إسرائيل!!!

أيها العرب! أيها المسلمون! أريد أن أدلكم على أسلوب يحل المشكلة الإسرائيلية والإمبريالية.

المشكلة ليست في (إسرائيل) ولا في الإمبريالية، المشكلة في الأمراض التي نحملها، وقد ورثناها عن آباءنا الذين فقدوا الرشد والرشاد منذ زمن طويل.

لقد علمنا الرحمن أن المشكلة من عندنا، وليست من عند أعدائنا، ولا من عند الشيطان فقال: (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) آل عمران: 3/165 ، وهو تعالى ينقل عن الشيطان قوله: (وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) إبراهيم: 14/22 ، والتاريخ وعواقب الأُمور صدقت هذا التحليل، ومن كان لا يزال يشك في هذا فليتذكر حرب الخليج الثانية، لقد نسينا إسرائيل حين تحركت الأمراض التي بيننا، ودعونا أعداءنا الإمبرياليين والعالم جميعاً ليخلصونا من عدونا الداخلي.

الله تعالى يقول لنا: (انظُرُوا) الأنعام: 6/11 إلى الماضي، وإذا لم تكف أحداث الماضي فـ (انتَظِرُوا) هود 11/122 ، إذا لم يكف الماضي، فإن ما سيأتي سيحملكم على الاقتناع:

(أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) هود: 21/78 ، أليس فيكم من يفكر في السلام فيما بيننا؟ في أن نحل مشكلات العرب والمسلمين بالسلام!!..

إننا نبكي ونصرخ أمام العالم ونقول: (إسرائيل) لا تقبل السلام. وأنا أقول لكم: اصنعوا السلام بينكم، وسترون كيف أن العالم سيحترمكم، وسيخطب ودكم، وسترون كيف أن أمريكا ستتخلى عن (إسرائيل)، وستتواصل معنا أوربة، وستقدرنا الصين.

حين نقيم السلام بيننا ستتخلى أمريكا عن (إسرائيل) كما تخلت من قبل عن (فرموزا)، وكما تتخلى بريطانية الآن عن (هونغ كونغ)، ولن يستطيع الإسرائيليون المكوث والعيش في فلسطين بمجرد أن نقول نحن: لا، لا نقبل وجودكم، ولكننا لا نزال عاجزين عن فهم هذه الآيات.

هذا هو العالم الجديد، لقد خلق الله الإنسان، ولم يجعل لأحد قردة على إذلاله إلاّ إذا رضي الإنسان بذلك.

متى سنتعلم ونرى؟

إن الذي لا يتعلم الأبصار بواسطة الأحداث والتاريخ؛ فسيتعلم الأبصار بالآلام والأثمان التي سيدفعها جزاءً له على إغلاق سمعه وبصره.

ألا من كانت له أُذنان فليسمع! ومن كانت له عينان فليبصر! (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) يوسف: 12/105 .

فلنتكلم عن السلام فيما بيننا! كيف يمكن أن يتحقق هذا السلام من دون أن يخسر منا شيئاً، ولا أرضاً ولا زعامة؟ بل يكسب الجميع ويربح الجميع ويحترمهم العالم، وتفرح الشعوب أيضاً.

أين المثقف القادر على أن يفتح فمه ليتكلم بهذا؟

إنهم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) البقرة: 2/18 ، (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) مريم: 19/98 ، وسبب سكوتنا أننا لا نزال نَحِنٌّ إلى بطل يوحدنا بالعنف، ولن نستطيع أن نتكلم إلاّ حين يخرج من قلوبنا هذا الحنين.

نعم إننا لا نسمع ولا نحس، ولكن النهار قادم، ملكوت الله قادم: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فلا تَسْتَعْجِلُوهُ)النحل: 16/1 ، والعالم يتململ، ووعد الله لابد أن يتحقق: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) الصف: 61/8 ، على الرغم من الذين لا يبصرون، وإننا على بينة ويقين من ذلك، لا على أساس الغيب، بل على أساس الشهادة، وليس في السماء فقط بل وفي الأرض أيضاً.

جودت سعيد

بئر عجم 6/11/1996

كن كابن آدم المقدمة والتمهيد الفصل الأول
مقدمةتمهيدمتى يفقد الكتاب معناه وجدواهلغة الحروف ولغة والمعانيابن آدم والفرق المتصارعةالقرآن والتاريخالإنسان والكبر