القاعدة والقمة

من Jawdat Said

مراجعة ٠٨:٢٨، ٣ فبراير ٢٠٠٨ بواسطة بشر (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

العمل قدرة وإرادة


Alamalqudrawaerada.gif
تحميل الكتاب
المقدمة
الفصل الأول، مصطلحات البحث
الإخلاص والصواب
مصطلحات أخرى للإخلاص
الفصل الثاني
العمل
منطلقات العمل
التسخير
انظروا كيف بدا الخلق
كيف يتولد العمل
تعريف العمل
أركان العمل
الفصل الثالث، الإرادة
مفهوم الإرادة
من أي شيء تتكون الإرادة؟
بعض خصائص الإرادة
الإرادة روح الأمة
الإرادة كقيمة وكصناعة
الفصل الرابع
عمق المشكلة
كيف يحصّل الإنسان القدرات
ملكة تحصيل القدرات
الإرادة كانت قدرة
القدرة الأخلاقية الكامنة
أسلوب آخر لتعريف الصواب
الفصل الخامس
هل عند العالم الإسلامي إرادة؟
عمى الألوان
القدرة والإرادة كشريعة وحقيقة
موقف أهل الدين والسياسة من نقص القدرة والإرادة


يمكن أن نرى موضوع الإخلاص (الإرادة) والصواب (القدرة) بحسب الموضع أو المكان في (القاعدة والقمة) بالنسبة للمجتمعات، فالقاعدة هي الجمهور وعامة الأمة والسواد الأعظم. والقمة هي النخبة والقيادة الفكرية في الأمة وصاحبة الوعي لتوقعات الأحداث في سير الأمم، وقيادة القاعدة على جادة الصواب عند حلول الأزمات الاجتماعية وحدوث الفتن والظلمات.

فالقاعدة: هي موطن الإخلاص والطاقات المتفجرة التي تأتي بالأعمال المدهشة حين تستخدم الاستخدام الصحيح وتقاد القيادة السليمة.

وأما القمة: فهي موطن الفهم والكفاءة في استخدام الطاقات في أجدى الوجوه، فهي بمنزلة القوة الفكرية في الجسد، والقاعدة تمثل سائر القوى والجوارح. وهنا يحدث لبسٌ في العالم الإسلامي في فهم معنى القمة (اللبس بين المكانة والكفاءة: فهذه غير تلك، وبعبارة ثانية اللبس بين النتيجة والسبب، فإذا نظرنا إلى النتيجة ولم نرَ أسبابها الحقيقية وفرضنا لها أسباباً وهمية يصير بذلك بعدنا عن النتيجة مزدوجاً. وفي صورة ثالثة: كالأمي الذي رأى قدرة القراءة في المنظار فسعى لشراء النظارة ليحصل قدرة القراءة. فهكذا يحدث الخلط بين تحصيل المنصب وتحصيل الجدارة، فيتوجه الجهد إلى تحصيل المنصب دون السعي الدائب لتحصيل الجدارة؛ ومما يُسهل الوقوع في هذه المزلقة رؤية الخلط بينهما كثيراً في الواقع، فكأن الخطأ يبرر خطأ مثله، أو يبرر سعياً لإزالة الخطأ بخطأ أكبر) حين يفهمون القمة بمعنى القيادة السياسية، ولا يخطر لهم أن القمة في القيادة الفكرية هي التي توجه الأمة وترشدها وتمدها بالبوصلة في متاهات الحياة، وهؤلاء غالباً لا يكونون في موضع القيادة المتبادرة إلى الذهن في الظروف الراهنة.

ومن المشاكل هنا أن تطلعات الشباب لا تتوجه إلى أن يحققوا مثل هذه الوظيفة، بل بنوع من الآلية التي لا يُشعر بها ينحرف سعيهم من الجانب الفكري إلى الجانب السياسي.

ومن طريف ما يذكر مالك بن نبي - رحمه الله - في هذا الموضوع - ويثير الغبطة من نفاذه الدقيق إلى مكامن المشكلة - بحث (الطفل والأفكار) حيث قال: (إن المجتمع الذي يدور فيه عالم الأفكار حول الأشياء، تتخذ الميول الفردية الاتجاه نفسه. ولقد حدث أن سألت طفلاً في إحدى البلاد العربية عما يعطونه في المدرسة - ولم يكن استخدامي للفعل (يعطي) مقصوداً - إلا أن الإجابة التلقائية كانت: إنهم يعطوننا بسكويت! ومن الواضح أن معنى الإعطاء في نظر هذا الطفل، لا يتم إلا في عالم الأشياء حتى لو استعمل اللفظ في المجال المدرسي عند صياغة السؤال) مالك بن نبي - مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ص 36.

فهذا ما أردناه حين قلنا: إن الناشئ المسلم يحرف القيادة الفكرية إلى القيادة السياسية. وهناك جانب آخر من فساد العلاقة بين الإخلاص والصواب بين القاعدة والقمة، فحين تكف القمة عن التفكير السليم، وتجعل الأفكار تدور حول الأشياء (البسكويت في مستوىً والسياسة في مستوى آخر) بدل أن تخضع هذه الأمور للأفكار، فإن القاعدة أيضاً تكف عن العمل السليم فلا تعود تقوم بواجبها في المستوى الشعبي سواء فيمن يتلقى التثقيف الإسلامي أو فيمن يُلقِّن الثقافة الإسلامية في الوعي والضمير الشعبيين؛ فمن هاهنا تحدث الخسائر التي لا يمكن أن تعوض والتي يتابع مالك بن نبي شرحه لها بقوله: (وهكذا يدفع الإنسان الجزية عن اندماجه الاجتماعي إلى الطبيعة وإلى المجتمع في الوقت نفسه. وكلما كان المجتمع متخلفاً في نمائه ارتفعت قيمة الجزية) مالك بن نبي - مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ص 36.

جدول مصطلحات الإخلاص والصواب
الإخلاص والصوابإياك نعبد وإياك نستعينلا إله إلا الله، محمد رسول اللهالغاية والوسيلةلماذا وكيفالبواعث المعللة والطرق التنفيذيةالموثوق والمضطلعالعدل الضابطالأمانة والقوةالحفيظ العليمالقاعدة والقمةاللاشعور والشعورالعاطفة والفكرالأخلاق والعلمالقلب والعقلمصطلحات أخرى