موقف ابن آدم موقف لا لبس فيه
من Jawdat Said
هل لي أن أتكلم في هذا؟ هل لنا أن ننطق بم لم ينطق به أحد قبلنا؟ هل أستطيع أن أكشف هذا الشيء المخفي خلال القرون والعصور؟
نعم، إنه موجود في الأرض، في الأنفس، ليس فوق السماء ولا تحت الأرض، إنه موجود بيننا، لكن أعيننا لا تبصره، هل نطمع في أن نبصره؟ نعم أنا أطمع في إبصاره، وأجد بصيصاً من الضوء، لأنني لمست موقفاً صغيراً خارج اللعبة، رأيت قلباً سليماً، ويداً بيضاء لاشية فيها، إنه موقف ابن آدم، الموقف الذي لا لبس فيه ولا غموض.
لن أبسط يدي، سأبقيها نظيفة بيضاء، أما أنت فلوثها إن شئت، فإن فعلت، فإنك تبوء بإثمي وإثمك، إن لوثت يدك فلن ألوث يدي، وإني لقادر على أن أحرمك راحة النفس بعدم دفاعي عن نفسي، وسأكشف حقيقتك دون لبس، وستضطر أن تتراجع ولو بعد قتلي، سأخرج يدي بيضاء ناصعة من هذه اللعبة، بدون لبس أو غموض، لن ألوث قلبي، ولا يدي، فقلبي سليم، ويدي بيضاء.
إن أفكاري أيضاً غير ملوثة، لا أقف مواقف التهم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يقفن مواقف التهم.
أريد أن أنظف قلبي ولساني ويدي، وليس هذا فحسب، بل إنني أريد أن أجعل الأرض التي أقف عليها نظيفة، وأريد أن أجعل الجو الذي يحيط بنا نظيفاً ورائعاً ومتألقاً، إنني أريد النظافة الكاملة، النظافة التي لا يتسرب إليها أي جرثوم.
قديماً قالوا: الحق أبلج والباطل لجلج، ونحن نريد أن نكون نوراً على نور.
أريد أن أسأل: متى يلجأ الإنسان إلى العنف والقتل؟
إنه يلجأ إلى العنف حين لا يجد طريقاً آخر للحل، والعنف هو الحل الوحيد أمام الفاشل في الطرق الأخرى كلها، فإن من يجد طريقاً للوصول إلى ما يريد بغير العنف والقتل، لا يلجأ إلى ذلك: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) الأحزاب: 33/25.