مشكلة اللغة

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


في الواقع إن المشكلة مشكلة لغوية، ولهذا اضطرت الفلسفات الإنسانية إلى العودة إلى مشكلة اللغة، ويمكننا أن نقول: إنها مشكلة السمع والبصر، والإنسان لا يكون شيئاً بدون السمع والبصر والفؤاد، لأن المعلومات التي في ذهن إنسان ما لا تنتقل إلى ذهن إنسان آخر دون رموز الصوت والضوء، ودون الأذن والعين: (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ، وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ، وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأمْوَاتُ، إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ، إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ، إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ، وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) فاطر: 35/19-26.

(إِنَّ الله يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) فاطر: 35/22.

(إِنَّ الله يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ)؛ هذه جملة لغوية تقول: إن الله يسمع من يشاء هو، ولكن كيف نتذكر أن نقرأ هذه الآية على أساس القراءتين؟ كيف يغير الله سمع الناس؟ ما الذي على الناس أن يغيروه حتى يغير الله سمعهم؟

إن إمكانية السمع نعمة من نعم الله، والله لا يغير نعمة إمكانية السمع حتى يغير الناس ما بأنفسهم، والأخذ بالعذاب هو الوسيلة الأخيرة لتغيير ما بالأنفس.

حين تعجز الرموز اللغوية التي تقول للإنسان: يا أيها الإنسان لا تضع يدك في النار، لأنك ستندم حسن يمسّك العذاب، فإن كنت إنساناً لا يؤثر فيك فلا حرج عليك، هل أنت من جنس البشر الذين يحترقون بالنار؟ إن كنت منهم فلا يغرنك لمعانها وضياؤها، ولا تلق بنفسك فيها، وإذا ظننت أنك لست مثل الآخرين، وأنك شيء آخر أرقى وأكبر من سائر البشر؛ فجرب النار كي تتعلم أنك مثل البشر!!..

يا أيها الإنسان لا تتناول المخدرات، لأنك ستندم حين يمسك العذاب!!..

يا أيها الإنسان لا تنقض العهد، وإن رأيت أن النقض نافع لك على المدى القصير، لأنك ستندم حين تكتوي بنار عذاب المجتمع الذي لا حرمة فيه للعهود والمواثيق!!..

إذا كنت لا تَقْدر على سماع هذه المواعظ فَلَكَ الحق أن تنبذها وراءك ظهرياً، ولكن التاريخ علمنا أن الذين ينبذون العهد والميثاق، ولا يبالون بالعدل؛ يؤخذون بالعذاب، فإن لم تصدقوا هذا وكذبتم بذلك؛ فقد كذب الذين من قبلكم (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ، وَبِالزُّبُرِ، وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) فاطر: 35/25-26، (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً) فاطر: 35/43.

الفصل الرابع: الغيرية الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ الفصل السادس: الوحدة الأوربية
فوكو ونيتشه ومرجعية التاريخالإنسان والتغييرالإعدام الجسدي والإعدام الفكري والجنونمشكلة اللغةاللغة والعواقبالإنسان ومشكلة اللغةالحق والباطل والعواقبالمجتمعات والتمركز حول الذاتجدلية العلاقة بين الاستكبار والاستضعافالمسلمون وصناعة السلامالرشد وهدف الوجودالإنسان وقانون التضادالنفس الإنسانية بين الفجور والتقوىالأنبياء وحرمة النفس الإنسانيةبناء الرشد بالرشد