فهمنا الخاطئ للرسول
من Jawdat Said
لقد فهمنا الرسول على صورة صنعناها في أذهاننا، وشعرنا أننا لم نتبعه، بل كنا جبناء حين تركنا ما جاء به.
إنني أشعر بوجود خطأ في الفهم، وحتى لو حققنا ما نظن أنه التعاليم التي جاء بها الرسول، فإنه لن يتغير شيء، وإذا كنا نظن أن الفساد يأتي من غيرنا، فهذا خطا أيضاً، إذا طالما غير المسلمون أناساً كانوا يظنونهم سبب الفساد، ولكن الفساد لم يتغير.
ليست المشكلة في التعاليم التي نظن أن الرسول جاء بها وتركناها، ولكن المشكلة هي ما جاء به الرسول ولم نعرف أنه جاء به، ونظن أنه يستحيل على الرسول أن يأتي به أو بمثله، وإذا اعترفنا بأنه جاء به الرسول، فإننا نقول أنه ذهب أوانه، ولم يعد صالحاً لحياتنا الحالية.
ما معنى قوله تعالى: (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) المؤمنون: 23/69؟.
نحن نعرفه ولا نعرفه، ننكره ولا ننكره، نعرفه ولكن معرفتنا به خاطئة ولا نشعر أنها خاطئة، ولا نعرفه لأن ما جاء به مما يجب أن نعرفه لم نعرفه، ونبذناه، وأنكرناه، وأنكرنا أن يكون الرسول جاء به.
من الذي سيكشف الالتباس؟ من الذي سيهدي إلى الصواب؟
إن عصا التاريخ، والعذاب الذي يأتي به هو المعلم الذي سيعلم الناس ويصحح مفاهيمهم: (حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ) المؤمنون: 23/64، (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ.. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) الفيل: 105/3-5، (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ.. وَثَمُودَ.. وَفِرْعَوْنَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) الفجر: 89/6-14.