عواقب التباس الرشد بالغي

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


وإذا كنا نطيل في بحث هذا الموضوع، فإن ذلك يعود إلى أننا نريد أن نبين الرشد من الغي، لأن الالتباس الحاصل بين الرشد والغي يجعلنا نعيش الغي ونحن نظن أننا نعيش الرشد، ونبذل أموالنا وأنفسنا في سبيل الغي، ونحن نظن أننا نبذلها في سبيل الرشد، وطالما بذلت دماء وأزهقت نفوس بين غيّ وغيّ، لا بين رشد وغيّ، وذلك لأن الأمر يلتبس على الناس حين يرون نزاعاً، فيظنون أن كل نزاع لابد فيه من أن يكون أحد الطرفين على الرشد والآخر على الغي، ولا يعلمون أن من النزاعات ما يكون بين غيّ وغيّ، بين إكراه وإكراه آخر.

هذا أحد مواطن الالتباس التي طال عليها الأمد حتى فقد الناس معنى الرشد، فلم يعد أحد منهم يريد أن يكون راشداً.

لابد أن يتبين الرشد من الغي، ولكن من المفارقات الطريفة والجميلة أنه رغم التباس الرشد بالغي التباساً شديداً في العالم الإسلامي، فقد بقيت علامات واضحة لمن أمكنه أن يتأمل ويتبين الرشد من الغي.

إن الرشد هو اللاإكراه، والغي هو الإكراه، ولكي يكون الدين راشداً ينبغي أن يأتي بغير إكراه، ولكن ليس كل دين بغير إكراه هو دين راشد، فإن جاء الدين بالإكراه كان نفاقاً.

المفارقة الطريفة هي موضوع تسمية الخلفاء الأربعة بعد النبي (ص) الخلفاء الراشدين، فلماذا سمي هؤلاء راشدين، وكيف اختير لهم هذا الاسم؟

لقد عمّ عند جمهور المسلمين أن الذين أطلق عليهم وصف الرشد من الخلفاء هم الأربعة الأولون، ولم يطلق هذا الوصف عل الذين جاؤوا من بعدهم، ولعل ما يعلل ذلك هو أن هؤلاء الأربعة جاؤوا إلى الحكم بغير إكراه، وأما الذين جاؤوا بعدهم فقد وصلوا إلى الحكم بالإكراه، ولذلك لم يطلق على أحد منهم اسم راشد.

لقد احتفظ المسلمون بهذا اللقب نقياً من التلوث والتشويه، فالذين جاؤوا بعد الأربعة سموا خلفاء، ولكنهم لم يسموا راشدين بل سموا: أمويين وعباسين وعثمانيين …

وهكذا فكما لا يكون الدين بالإكراه؛ كذلك لا تكون السياسة والملك بالإكراه، قد يتسلم إنسان الملك والسلطان بالإكراه، ولكنه عندها لا يكون راشداً، بل يكون غاوياً.

لكي يتبين الرشد من الغي ينبغي أن ننتبه إلى آيات الآفاق والأنفس وعواقب الأمور وسير أيام الله في الأمم، وكيف يتم تداول الإيمان بين الناس، والتاريخ يتقدم إلى الرشد مهما كان بطيئاً، وما ينبغي أن يغيب هذا عن أذهاننا أبداً، وإلا نكون قد أخذنا عن الوجود نظراً غير راشد وغير سوي، فالكون ليس جامداً، وليس متداعياً، بل هو متحرك إلى الأمام، ولم يأتِ بعد ما علم الله مما سيزيد في الخلق، ولم يأتِ بعد ما علم الله من القضاء على الفساد وسفك الدماء، ولم يأت بعد ما سيخلق الله مما لا نعلم: (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ) فاطر: 3/1، (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) النحل: 16/8، (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ) الرعد: 13/17.

الفصل الأول: السلطة والمعرفة الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
بدايات التفكير بـ (كن كابن آدم)ابن آدم ومشكلة الفسادأثر المناخ الثقافي في آلية التفكيرأمراض الجسد وأمراض الفكر والنفسبل أنتم بشرالمسلمون وعبر التاريخالإله وتصوراتنا عنهالواقع وما بالأنفسمرجعية العواقبالعدمية في الفلسفة الحديثةدراسة التاريخ في المدة الطويلةثم جعلنا الشمس عليه دليلاًالواقع والصور الذهنيةبناء الحياة الراشدةالخوف من المعرفةالخروج من لعبة القاهر والمقهورالقرآن و(لا إكراه في الدين)ميزان الزبد والنافعالقرآن ومبدأ التوحيدالتوحيد و(لا إكراه في الدين)ميزان العواقببين الرشد والغيالجهاد و(لا إكراه في الدين)عواقب التباس الرشد بالغيتعميم مبدأ اللاإكراهالعالم وعقيدة التشاؤم