عمل بعض الأنبياء لم يتجاوز عمل البناء
من Jawdat Said
ملاحظات حول مذهب ابن آدم الأول
8- تنبيه هام آخر
عمل بعض الأنبياء لم يتجاوز عمل البناء كعيسى (عليه السلام)
إن التمييز السابق يبين موضوعاً آخر، وهو أن عيسى، عليه السلام، قد توفاه الله وهولا يزال في المرحلة الأولى، وهذا الذي يخطئ فيه من يجعل فرقاً في جوهر الدعوة بين الإسلام والمسيحية.
ويمكن ملاحظة هذا في تاريخ الأنبياء وتتبع دعواته، فمنهم من تمكن من بلوغ المرحلتين كموسى ومحمد، صلى الله عليهما، ومنهم من لم يتجاوز المرحلة الأولى كعيسى، عليه السلام.
وقد اختلط الأمر على كثير من الناس حيث جعلوا أن ما جاء به عيسى دعوة سلام فقط أخذاً ببعض ما ورد في الإنجيل:
« باركوا لاعنيكم » ] لوقا، إصحاح 6 رقم 28 [.
« وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم. من ضربك على خدك الأيمن فاعرض له الآخر أيضاً » ] لوقا، إصحاح 6 رقم 29 [.
« بل حبوا أعداءكم » ] لوقا، الإصحاح 6 رقم 35 [.
ألا أن الذين ينشرون مثل هذه الأقوال يغفلون القول الآخر الذي ورد في الإنجيل:
« … أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فائتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي » ] لوقا، إصحاح 19 رقم 27 [.
وكذلك ما ورد: «.. جئت لألقي ناراً على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت.. أتظنون أنني جئت لأعطي سلاماً على الأرض كلا أقول لكم بل انقساماً.. » ] لوقا، إصحاح 12 رقم 51 [.
« … لا تظنُّوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض.. ما جئت لألقي سلاماً، بل سيفاً. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه.. » ] متى، 10-34 [.
ولو أن القرآن جُهِلَ ولم يعرف الناس إلا قوله تعالى:
(ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ) ] فصلت 41/34 [.
وكذلك: (… وَاصبِر عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ) ] لقمان 31/16 [.
لكان في الإمكان أن يصدر مثل ذلك الحكم على القرآن أيضاً.
مواضيع ذات صلة
|