شبهة عدم جدوى الأخلاق مع من لا يلتزمها
من Jawdat Said
الشبهة الثانية: عدم جدوى الأخلاق مع من لا يلتزمها
قد يقول قائل بشيء من عدم المبالاة، إن هذه الطريقة جيدة، ولكن لا جدوى لهذه الأخلاق السامية، إذا كلن الذين تعاملهم لا يلتزمونها.
الحق أن مثل هذا الرأي صادر عن حكم مسبق ونظرية تشاؤمية عن الإنسان، وبخس لقيمة الحق والأخلاق كسلاح في كفاح البشر، ولئن كان أحد من الناس يقول مثل هذا القول فما ينبغي أن يقول هذا أحد من المسلمين الذين يقول كتابهم:
(وَلاَ تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِئَةُ) [فصلت 41/34 ].
والانتصار على الضمير هو الذي يشير إليه القرآن بأنه طريقة لتحويل العدو إلى صديق حميم:
(ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذا الَّذِي بَينَكَ وبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌ حَمِيمٌ) [فصلت 41/34 ].
- إن هذه الطريقة شاقة على النفس ومُرَّة لذا:
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍ عَظِيمٍ) [ فصلت 41/35 ].
فلو كان مثل هذا الاعتراض صحيحاً لما أمكن أن يفرق بين المعتدين والمظلومين، ولفقدنا الثقة بالعقل الإنساني في التمييز بين المصلح والمبطل.
ومهما يكن الأمر، فإن تفادي مثل هذا الأمر لا يكون بالميل إلى تقليد الباطل في طريقته ولو بجزء يسير، وإنما بالتزام مبادئ الأخلاق في كل الظروف وهذا ما يمتاز به الإسلام عن الانتهازية التي لا تثبت على مبدأ.
مقدمة مذهب ابن آدم | شبهات حول مذهب ابن آدم | خاتمة مذهب ابن آدم |
---|---|---|
شبهة تعطيل الجهاد • شبهة عدم جدوى الأخلاق مع من لا يلتزمها • شبهة أن قول الحق من غير قوة لا أثر له • شبهة عدم التمكن من قول الحق من غير قوة • شبهة إماتة روح الجهاد بهذه الطريقة • شبهة أن الدافع إلى هذه الطريقة هو الخوف • شبهة التنصل من المسؤولية • شبهة اغتيال كعب بن الأشرف • شبهة إرعاب المسلمين • قولهم ذهب سدى • شبهة التهور والتوريط • شُبهات أخرى |