شبهة إماتة روح الجهاد بهذه الطريقة
من Jawdat Said
الشبهة الخامسة: شبهة إماتة روح الجهاد بهذه الطريقة
وهي قول بعضهم: إن مثل هذه الدعوة تُميت البقية الباقية من شوق المسلمين إلى الجهاد والكفاح.
فالآن أقل ما يقال: إنهم يشعرون بالتقصير في عدم جهادهم.
أما أن تقنعهم أنهم ليس عليهم أن يجاهدوا حتى يتميز المجتمع المسلم، فهذا قضاء على القلق الذي يحمله المسلمون من الشعور بالتقصير، حتى لا يبقى لديهم إحساس بالتقصير بالواجب. لا أريد أن أناقش تقسيم الجهاد هنا إلى أنواع، ولكن ألا يمكن أن يقال أيضاً: إن التهمة نفسها يمكن أن ترتد إلى موردها حين نقول له: إنك تكلف المسلم شيئاً لا يستطيع القيام به. فالتكليف بما لا يستطيع حض بأسلوب آخر على عدم السعي للتنفيذ، ففي النهاية لا يبقى إلا أن يشعر بأنه مكلف بما لا يستطاع، وهنا يفقد حرارة الشوق إلى الجهاد، الذي يريد أن يعرف موضعه، فلا ينظر إليه إلا بشيء من
التقديس الظاهري الغيبي، الذي لا يجد له أثراً واقعياً. إن هذا الفهم للجهاد بهذا الشكل يقفل باب الجهاد الذي يفتح له، وهو قول الحق، والنجاح فيه أقرب، ونتائجه أسلم وأعظم بركة وأبقى على مرِّ الزمن.
إذ كثيرون أولئك الذين يستطيعون أن يثبتوا على قول الحق حتى يموتوا في سبيله ويكونوا قرباناً له؟ أرى أنهم قلة، مع أن نتائجه أعظم في الثمرات وأقل في المخاطر، فهذا النظر الذي يقدر الأمور على غير وجهها، هو الذي يؤدي إلى الشعور بأن قول الحق فقط يقعُد بالمسلم عن الجهاد، ولا يدرك انه لا يمكن دخول باب الجهاد حتى بالقتال إلا من هذا الباب، باب قول الحق، حتى يتكون المجتمع المتميز.
مقدمة مذهب ابن آدم | شبهات حول مذهب ابن آدم | خاتمة مذهب ابن آدم |
---|---|---|
شبهة تعطيل الجهاد • شبهة عدم جدوى الأخلاق مع من لا يلتزمها • شبهة أن قول الحق من غير قوة لا أثر له • شبهة عدم التمكن من قول الحق من غير قوة • شبهة إماتة روح الجهاد بهذه الطريقة • شبهة أن الدافع إلى هذه الطريقة هو الخوف • شبهة التنصل من المسؤولية • شبهة اغتيال كعب بن الأشرف • شبهة إرعاب المسلمين • قولهم ذهب سدى • شبهة التهور والتوريط • شُبهات أخرى |