دلالات العذاب ونتائجه
من Jawdat Said
خطأ الفهم هو سبب الأخذ بالعذاب، والعذاب هو دليل الفهم الخاطئ، العذاب، الألم، الضرر، كل هذا دليل خطأ الفهم، العذاب، الحيرة، الخسارة، الآلام، أدلة على الفهم السقيم. هذا هو ميزان صحة فهم التاريخ، الميزان هو عواقب التاريخ، الآلام، العذابات المؤلمة المهينة، والإهانة هي عذاب فوق العذاب.
إن العذاب والألم سبب للاستيقاظ، سبب لإعادة النظر في الأفكار، في المفاهيم التي نقدسها، سبب لتزلزل أنواع من اليقينات، سبب لسقوط أصنام وأهواء وصور ذهنية ما أنزل بها من سلطان، وإن كنا أعطيناها أعظم سلطان.
إن صعوبة الرؤية والفهم والسمع يذللها ويسهل التخلص منها تلك العذابات والإهانات، التي تزيل الأوهام المسيطرة والمسببة لحصول العذاب والألم والهوان، إنها أوهام مهما حاولنا تغيير اسمها، ومهما أشهدنا الله ورسوله وعلماء الأمة عليها، ستتزلزل هذه الخرافات وتزول بفعل سياط العذاب والألم ولن تبكي عليها الأرض والسماء، ولن يزول بزوالها الله والرسول، بل ستزول عن الله ورسوله ظنون الجاهلية ومفاهيمها، وسنعود إلى الله ورسوله بسعادة ووضوح وهدى وأمن وبشرى. وإن كان ما نالنا هو إنذارات الرسل لا بشائرهم.
لقد جاء الرسل مبشرين ومنذرين، وها قد اكتوينا بما أنذروا به، فهل تكفي النذر؟ (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) القمر: 54/16، هل يتيسر لنا الاهتداء بما بشر به الرسل؟