توجيه الطاقات واستثمارها
من Jawdat Said
خذ من القصة ومن الخبر عبرة، واعلم أن الله حين يجعل التاريخ وأخبار الأولين موضع اعتبار واختبار، فهو إنما يريد منا أن نسلك سبيل الرحمة والرشاد، وألا نسلك سبيل الألم والغي، أو على الأقل ألا نكرر الآلام التي فات أوانها، تكفي الآلام التي أمامنا، والتي تتحدانا.
علينا ألا نضيف إلى الأثقال أثقالاً، أمامنا مهمات ثقيلة أخرى، فلنتخفف من الآلام التي صار مكناً الاستغناء عنها:
أَلْقى الصَّحيفةَ كَيْ يُخَفِّفُ رَحْلّهُ والزّاد حَتّى نَعْلّهُ أَلْقاها
في علم النفس يقولون: كثيراً ما نستهلك قوانا وطاقاتنا بحمل أشياء لو تخففنا وتحررنا منها لكان بإمكاننا أن نواجه مشاكل أخرى بفاعلية أكثر، والأنبياء إنما جاؤوا ليضعوا عنا إصرنا، وأثقالنا وأغلالنا، لنواجه الحياة بنشاط أكثر، ونكون غير مرهقين.
ما الذي يجعل سلوك سبيل الرشاد غير ممكن؟
ما الذي يجعل سلوك سبيل الغي مقبولاً؟
ما الذي يصرفنا عن هذا، ويلقي بنا في ذاك؟ هذا ما ينبغي أن نتأمله: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الأعراف: 7/146.