تقبل الحسنات ورفض السيئات
من Jawdat Said
إن هذا المثل التاريخي البشري، الذي لم يحدث مثله منذ أن ولد البشر، هو السوق الأوربية المشتركة، أو ما يعرف بهذا الاسم، وما صار يعرف بالاتحاد الأوربي.
قد تسخر مني حين أفاجئك بهذا التقدير والإعجاب والتفخيم، لا حرج في ذلك، اسخر مني وزد في سخريتك واحتقارك لي، اعتبرني أسيراً للحضارة الغربية وللغزو الثقافي الكافر.
لو كنت لا أعلم وضعك، أيها الخ الساخر مني، مقدار علمك ومبلغ فهمك والمقدار الذي ينبغي أن أعوله عليك في فهم الخطأ والصواب، لو كنت لا أعلم هذا لما استطعت أن أواجهك، ولكنتُ مثل الآخرين الصامتين الذين لا يعرفون ما يحدث في العالم، وإذا علموا لا يستطيعون أن يواجهوا الذين لا يفرقون بين الخطأ والصواب.
إنني أميز الذين يتعاملون مع الأمور على أساس الحب والكره، لقد جربناهم طويلاً فلم نجد منهم طائلاً.
إن الذي يقبل الأمر أو يرفضه على أساس الحب والكره لا يمكن له أن يميز النافع من الضار، ولهذا نجد أن الذين يقبلون على أساس الحب يقبلون كل شيء من لمحبوب، هذا في الظاهر، ولكنهم في الواقع لا يقبلون إلا الضار، إنهم لا يستطيعون أن يقبلوا النافع، ويقبلون بالضار، وكذلك الذين يرفضون الآخر على أساس الكراهية، إنهم يرفضونه ويردونه دنساً حقيراً، ولا يتمكنون من رؤية النافع والضار، وحتى إن رأوا نافعاً لا يستطيعون أن يأخذوه منه، ولكنهم يتوقون إلى الضار ويأخذونه منه.
إن موقف الاختيار صعب، الرفض الكلي سهل، وكذلك القبول الكلي، أما التمييز والقدرة على الأخذ والرد من كلا الطرفين فهذا صعب جداً، صعب جداً أن تقدر على أن تتقبل أحسن ما عملوا وتتجاوز عن سيئاتهم.