تطهير القلب واليد واللسان

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


أشعر أن الإغراء، إلى الآن، لا زال شديداً، فكان العالم لا يستقيم إلا بالإبقاء على سبب الفساد، فنحن لم نتمكن من أن ننفي من نفوسنا الإكراه الذي نفاه الله تعالى بقوله: (لا إكراهَ في الدّينِ)، وأنا أشعر أنه إذا خرج من قلوبنا، فسيزول عن ظهورنا.

إن الإكراه مرض في القلب، وما دام هذا المرض في القلب فلن يحل فيه الرشد أبداً، لأن ما يسلط على ظهرك هو ما في قلبك.

ابحث عن أعماق قلبك، فتش عن حب الإكراه الكامن فيه، فتش عن الإكراه الذي تحب أن تمارسه على الآخرين، ولا تحب أن يمارس عليك.

إن ظنك بأن العالم لن يستقيم حتى تكون أنت المكره للآخرين؛ هو الجرثوم الحي القابل للانفجار في كل لحظة، ولن يخرج هذا الجرثوم من قلبك إلا إذا قبلت بأن تكون مثل ابن آدم، لأن ابن آدم هو الذي أخرج حب الإكراه من قلبه.

من هو الطبيب الذي سيصور القلب، ليتمكن من كشف هذا المرض الخبيئ الكامن فيه؟ من هو الذي سيتمكن من تخطيط القلب، ليقبض على إشعاعات الإكراه فيه؟

كأنني وصلت إلى نقطة بدء المشكلة، وانعقادها، وولادتها!!..

ألا أيها الأخ العزيز! لن يسلم قلبك، ولن تكون ذا قلب سليم، ولن ترجع إلى ربك بقلب سليم، مثل إبراهيم الذي أتى ربه بقلب سليم، ما دمت تنكر الإكراه من الآخر، وتستهجن الإكراه الذي في قلبه، بينما تريد التغلب عليه، عن طريق مواجهته بالإكراه نفسه الذي تنكره عليه، وبذلك تكونان مريضين كلاكما، ومآل المريضين واحد، وهو استمرار العذاب.

إذن، ابدأ بتنقية قلبك ولسانك ويدك، فإن يدك من لسانك، ولسانك من قلبك. ابدأ من المنبع، لتجففه، ابدأ بالسلام بالقلب السليم، فرّغ قلبك من الإكراه والغل والمرض لحظة واحدة، وعندها تذوق لحظة سعادة القلب السليم.

أوّاه، أوّاه، ما أكثر ما أوحوا إلينا بأن الحل هو بأن نملأ قلوبنا بالحقد والكراهية.

إن إبراهيم الأواه الحليم كان ذا قلب سليم، فأين من يشبع فينا سلامة القلب؟ أين الطريق إلى شراء القلب السليم؟ من هو الذي سيكرس حياته لفهم معنى سلامة القلب، وتفهيم سلامة القلب بعلم جديد؟

هذا ما جاء به الأنبياء، هذا منهجهم، هذا هو الحرم الذي لا يمكن أن يدخله عابد أوثان، لا يمكن أن يدخل إليه إلا بلال وسمية، لأنهم هم الذين بنو تاريخ الإسلام، ونحن، بحالتنا هذه، نزعنا هذا الأساس، ونبذناه وراء ظهرياً، وشعرنا أن من العيب أن نكون مثل ذاك العبد الذي قبل الذل والهوان، ولم يرد على العدوان، ولم نعلم أن من لم يمر بمرحلة بلال فإنه ينسخ الإسلام، وأن الإسلام قد نُسخ لأن مرحلة بلال نُسخت من حياة المسلمين.

إن أحمد بن حنبل كان على رائحة من مسك بلال، ولو جعلنا موقف ابن حنبل منهجاً لنا، لأحيينا منهج الأنبياء، ولكننا لم نلتزم منهج الأنبياء، ولا منهج بلال، ولا منهج ابن خلدون، ولا منهج أبي ذرّ.

أنا لا أبحث عن أهداف ابن حنبل، ولا عن أهداف ابن أبي داؤد، ولكنني أبحث عن المنهج الذي اتّبعه أحمد بن حنبل في مواجهة الإكراه، وإن كان الحنابلة قد فسروا منهجه تفسيراً خاطئاً، ولم يلتزموا منهجه، بل تحولوا إلى منهج ابن أبي داؤد، إلى منهج المعتزلة وأسلوبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمعتزلة يشاركون الخوارج في وجوب الخروج على الأئمة الضالين بالسيف.

الفصل السادس:الوحدة الأوربية الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء كن كابن آدم
الحضارات وتحدي الكدح الإنسانيالأنبياء وحركة الكدح الإنسانيتطهير القلب واليد واللسانالزيغ والالتباسالكفر الدنيوي والكفر الأخرويالدكتور البوطي وكتاب الجهادقوم يونس وتفادي العذابمسيرة التقدم التاريخيالإنسان وأمانة التسخيرميزان الحق والباطلالقتل والتهجيرابن آدم واليد البيضاءسبيل الرشد في مذهب ابن آدممذهب ابن آدم والتخلص من الالتباسالمسلمون ومحاولة صنع الرشد بالغيطريق الحق وطريق ابن آدم والأنبياءسبيل الرشد وسبيل الديمقراطيةموقف ابن آدم موقف لا لبس فيهمراتب العملالمشكلة الإسلامية والتحدي الفكريالحق والباطل في القرآن وفي تصوراتناالنبي والقوة الفكريةالتباس الرشد بالغيالوضوح والنقاء في مذهب ابن آدمالأنبياء والصبر على الأذىالإسلام وإلغاء النصرة الجاهليةالوحدة الأوربية والفكر العالميالأمم المتحدة والعشائريةالأطفال واكتساب المفاهيمالإنسان وعلم التغييرالمساواة والقضاء على الظلم والفسادمن تأييد الظلم إلى الوقوف بوجههنحو العدل والمساواةالقرآن ينقل مصدر المعرفة إلى التاريخ