بين النظر والانتظار
من Jawdat Said
قد يكون التاريخ سجلاً لمراكز الشرطة التي لا تسجل إلا الأعمال القبيحة، ولكن التاريخ هو الذي يفرز الزبد من النافع، التاريخ هو الذي يحفظ النافع ويلغي الضّار، التاريخ هو الذي يفصل بين الحق والباطل، التاريخ هو الزمان والمكان الذي تتجلى فيه سنة الله في الإبداع والتقدم إلى الأفضل، التاريخ هو معرفة البدء، هو معرفة الأول، هو معرفة النماء والتحول والتغير، إنه معرفة الكيف، والكيف هو التحول والصيرورة، وكيف بدأ الخلق، التاريخ هو الماضي والحاضر والمستقبل، التاريخ هو الذي يجعلك تصل إلى معرفة الغيب (القَبل والبَعد)، فمعرفة القبل تفرض عليك التدبر والتفكر في البعد، في الكيفية التي ولد بها علم المستقبل، والكيفية التي يولد فيها التفكير في الغيب، فكيف يبرز التفكر في المستقبل؟ إنه يبرز من
انظروا إلى الحاضر الذي هو أمامكم واربطوه بالماضي الذي هو خلفكم، اربطوا (انْظُروا) بـ (انْتَظِروا).
كيف نتعلم الوصل والقطع؟ كيف نتعلم أن لا نقطع ما أمر الله به أن يوصل؟ كيف نفهم المرجعية؟ كيف نفهم معنى العلم والعقل؟ كيف نكشف أن الحق مرجعه إلى التاريخ، إلى عواقب الأمور؟