«بلال نموذجاً»: الفرق بين المراجعتين

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
 
سطر ٢٧: سطر ٢٧:
  
 
فماذا نقول عن موقف عبد الرحمن بن عوف؟ هل كان عدم دفاعه عن نفسه ناشئا عن ضعفه أم أن هذا الموقف موقف استراتيجي في ضرورة تحييد عالم الأفكار عن عالم الأجساد لا إكراه في الدين لا إكراه في الأفكار لا إكراه في السياسة لا إكراه في الرأي لا إكراه في المذهب وإذا كان لا إكراه في الدين ففي أي شئ يكون الإكراه؟ نعم يكون الإكراه للذي يمارس الإكراه ولكن بعد أن تصنع مجتمع اللإكراه بدون إكراه وإن لم تتمكنوا من فهم هذا انظروا إلى التاريخ كله بما فيه تاريخ المسلمين هل أمكن صنع مجتمع اللإكراه ومجتمع الرشد بالإكراه أليس كل الذين أرادوا أن يصنعوا مجتمع الرشد بالإكراه باءوا بالفشل الذريع وآخر الأحداث السودان انظروا ماذا حدث للذين اعتمدوا على العسكر فهل يتمكن الشباب أن يفهموا هذا ويكفوا عن الإكراه ويفهموا أن مجتمع الرشد لا يصنع بالإكراه ومن لم يقتنع فليكرر الأخطاء لقد صار الإكراه قبيحا إلا عند الذين لا قيمة عندهم للأفكار.
 
فماذا نقول عن موقف عبد الرحمن بن عوف؟ هل كان عدم دفاعه عن نفسه ناشئا عن ضعفه أم أن هذا الموقف موقف استراتيجي في ضرورة تحييد عالم الأفكار عن عالم الأجساد لا إكراه في الدين لا إكراه في الأفكار لا إكراه في السياسة لا إكراه في الرأي لا إكراه في المذهب وإذا كان لا إكراه في الدين ففي أي شئ يكون الإكراه؟ نعم يكون الإكراه للذي يمارس الإكراه ولكن بعد أن تصنع مجتمع اللإكراه بدون إكراه وإن لم تتمكنوا من فهم هذا انظروا إلى التاريخ كله بما فيه تاريخ المسلمين هل أمكن صنع مجتمع اللإكراه ومجتمع الرشد بالإكراه أليس كل الذين أرادوا أن يصنعوا مجتمع الرشد بالإكراه باءوا بالفشل الذريع وآخر الأحداث السودان انظروا ماذا حدث للذين اعتمدوا على العسكر فهل يتمكن الشباب أن يفهموا هذا ويكفوا عن الإكراه ويفهموا أن مجتمع الرشد لا يصنع بالإكراه ومن لم يقتنع فليكرر الأخطاء لقد صار الإكراه قبيحا إلا عند الذين لا قيمة عندهم للأفكار.
 +
 +
==مقالات ذات صلة==
  
 
<DPL>
 
<DPL>
سطر ٣٥: سطر ٣٧:
 
skipthispage=yes
 
skipthispage=yes
 
</DPL>
 
</DPL>
 
  
 
[[تصنيف:مقالات مجلة المجلة]]
 
[[تصنيف:مقالات مجلة المجلة]]
 
[[تصنيف:مقالات]]
 
[[تصنيف:مقالات]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٩:٠٦، ٢٢ فبراير ٢٠٠٩

جودت سعيد. مقالات ((مجلة المجلة))

لدراسة الإسلام يمكن البدء بدراسته وتفهمه من أركان الإيمان والإسلام ويمكن ذلك بدراسة حياة الرسول محمد (ص)، ويمكن ذلك بدراسة القرآن أو الكتب السماوية الأخرى أو بدراسة التاريخ البشري أو بدراسة المجتمع المكي أو المجتمعات العربية في الجزيرة أو بدراسة فرد مسلم من السابقين في إسلامهم وأنا أشعر أننا في العالم الإسلامي كله نعاني معاناة حقيقية في أننا لا نتمكن من التكيف مع العالم الذي نعيشه. العالم الإسلامي عالم ضخم من ناحية الرأسمال البشري والمساحة الجغرافية ومن ناحية التراث الديني، فما العلة وأين النقص وكيف نكشف الخطأ ونبعث الحياة.

أنا أشعر بالمعاناة في إيضاح ما يخيل إلي أنه مكان العلة. هل المشكلة لغوية مفاهيمية تاريخية؟ كل ذلك له دخل إلا أن الدخول إلى تحديد ذلك ينطلق من كلمة واحدة موحدة وهي التوحيد وهي قل هو الله أحد وهي لا إله إلا الله وهي كلمة السواء وهي كلمة التقوى ولكن ما مفهوم التوحيد، ماذا كان فهم بلال بن رباح العبد الحبشي المملوك الذي يباع ويشترى في مكة حين كان يقول أحد أحد وهو يعذب من قبل قريش لأنه صبأ إلى دين محمد. أظن أنه يمكن تحليل الأفكار إلى أجزاء كما يمكن تحليل الكائن الحي إلى خلايا وكما يمكن تحليل المادة إلى هيدروجين ثم إلى طاقة قابلة إلى التجسد (ذو القوة المتين) المنطلق كيف بدأ الخلق، كيف تولد الوجود وكيف هو في صيرورة، الوجود كله سنن:

1- الوجود الواقعي الخارجي العيني اللمسي.

2- الوجود الذهني التصوري.

3- الوجود اللفظي الكلامي الصوتي.

4- الوجود الرسمي المرسوم بالرموز.

وقبل كل هذا: 5- الوجود السنني.

والسنة موجودة حتى قبل أن يتحقق في الواقع فإن العلاقة بين هذه الوجودات يتولد منها سلطان الإنسان والقدرة على التسخير لسنن الوجود الكون كل مسخر للإنسان لقد توج القرآن هذا التسخير ولم يستثن شيئا فقال : (سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والتسخير في اللغة هي الخدمة مجاناً. انظروا إلى الكهرباء المارد كيف تسخر للإنسان ولا يزال يتسخر والإنسان الذي سخر هذا المارد يتسخر أيضا بالإحسان بالإقناع ينبغي أن نكشف السنة الأولى في الإنسان إنه يعطي بالإقناع ما لا يعطي على الإكراه.

إن من طبع الإنسان أن لا يعطي بالإكراه إلا أقل ما يمكنه ويتربص ويظل يتربص للانتقام وبالإقناع يعطي نفسه وماله وهو (ينقلهما؟) بلال بن رباح نموذجا للإنسان الذي أعطى بالإقناع نفسه وماله ولكن كسب إنسانيته ولم يزيف ذاته ولم يسفه نفسه (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) بلال كشف نفسه ولم يسفها والذي أريد من قصة بلال أن أزيل عنها التزييف الذي لحق بقصة بلال وقصة آل ياسر وقصة محمد وقصة الأنبياء جميعا الذين قال الله حكاية عنهم جميعا (ولنصبرن على ما آذيتمونا) صبرهم على الأذى لقد فسر المسلمون هذا الصبر نتيجة ضعف قوتهم أو أنهم قليلون هنا تشوه أقدس ما في الإنسان إلى أسوأ ما يمكن أن يكون عليه الإنسان، الإنسان أكرم ما خلقه الله (ولقد كرمنا بني آدم) للإمكانات التي عند هذا الإنسان للقانون الذي يحكم هذا الإنسان (الامكان؟ السواء) (ونفس وما سواها) سواها على السواء على العدل على الاستقامة لا يستقيم إلا بالعدل ولكن بالإحسان إليه يؤثرك على نفسه وتأبى التشويه الذي أودع فيه وتأبى التشويه التي أودع فيه أن يترك الآخرين يسبقونه أو يكونون أسرع منه في استباق الخيرات وسارعوا إلى مغفرة من ربكم واستبقوا الخيرات وفي ذلك التنافس الحق وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولمثل هذا فليعمل العاملون.

وإني أريد أن أرفع التشويه الذي لحق بقصة بلال وإخوانه وآل ياسر من أنهم لم يكونوا يدافعون عن أنفسهم لأنهم ضعاف لا قوة لهم في المقامة إني أرى أعظم التشويه لهذا التفسير الذي لا قدرة له على الشجاعة المعرفية كما المسلمون لما خسروا الرشد والرشاد وتقبلوا الغي والبغي ولم يعرفوا الخروج من الغي إلا بالغي والبغي فلهذا أقول أن المسلمين كلهم تحولوا إلى الخوارج الذين يجيزون تغيير الحكم وصنعه بالإكراه والذي حبس المسلمون فيه إلى يومنا هذا فلا يقدون على الخروج من الإكراه و البغي والغي إلى الرشد والرشاد والإقناع بدل الإرغام والإكراه إلا أني أعلن أن ظن استخراج أفضل ما في الإنسان يكون بإكراهه فقد خرج من الدين الذي لا إكراه فيه ودخل في الغي والبغي الذي دينه الإكراه هذا الموضوع ينبغي أن يطرح مجددا.

إن الثقافة التي فسرت القرآن والحديث وسيرة الرسول حذفت المواقف الراشدة وقبلوا رهان الغي والبغي وهذه الثقافة كتبت بعد أن فقد المسلمون الرشد وتكيفوا مع الغي فلهذا يسهل عليهم أن يفسر أعظم ما في السيرة بالضعف والعجز ألا أيها الشباب المسلم اكشفوا لقد آن الأوان للتخلص من الخضوع للقوة إن بلالاً كان لا يدافع عن نفسه ولكن كان يدافع عن عقيدته بأعظم ما يمكن أن يدافع إنسان عن إنسانيته لأن إنسانيته عقيدته.

والذي أريد أن أنبه إليه لأفتح ثقبا على تفسير موقف بلال إنه كان ناشئا عن ضعف قوة المسلمين وقوة بلال وأصحابه إن هذا التفسير إخفاء للتفسير الصحيح وجعله مستبعدا إلى درجة أنه لا قدرة لأن يتصور الإنسان المسلم غير الضعف في عدم دفاع المسلمين على رأسهم بلال بن رباح العبد الذي ضرب المثل الأعلى في حريته لأحرار العالم إلى يوم الدين من أن بلال مارس الحرية الفكرية ولم يطلب من قريش أن يعطوه الحرية في أن يختار ما يشاء من عقيدة وإنما قال وشهد أن ما جاء به محمد هو الحق وما أنتم عليه يا قريش هو الباطل وأنا لا أكتم هذه الحقيقة ولا هذه الشهادة ، يمكن أن تعذبوني وتقتلني ولكن لا يمكنكم أن أشهد شهادة زور في الشيء الذي أشهد أن باطل بأنه حق.

هكذا شوهنا حقيقة بلال وحقيقة الإسلام وحقيقة الحرية ونحن نستخدم كلمة الحرية ولكن مصطلح القرآن العدل وكلمة السواء نحن نلتزم العدل وكلمة السواء ولن نتراجع عنهم يمكنك أن ترفض العدل ولكن لا يمكنك أن تجعلني أرفض العدل وأقبل الظلم والاستكبار. إن بلالاً لم يكن خائفا ولا جبانا ولا ضعيفا بل كان قويا يحسده أمية بي خلف وأبو جهل على قوته واستعلائه عليهم إنه يشعر بلال بالعلو وهو يعذب ومعذبوه يشعرون بالذل والهوان كيف يتمرد عليهم هذا العبد والذي أريد أن أختم به هذه المقالة ما روي عن ابن عباس من أنه جاء رجال منهم عبد الرحمن بن عوف وأصحاب له أتوا النبي (ص) بمكة فقالوا يا نبي الله : كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة. قال: إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم.

فماذا نقول عن موقف عبد الرحمن بن عوف؟ هل كان عدم دفاعه عن نفسه ناشئا عن ضعفه أم أن هذا الموقف موقف استراتيجي في ضرورة تحييد عالم الأفكار عن عالم الأجساد لا إكراه في الدين لا إكراه في الأفكار لا إكراه في السياسة لا إكراه في الرأي لا إكراه في المذهب وإذا كان لا إكراه في الدين ففي أي شئ يكون الإكراه؟ نعم يكون الإكراه للذي يمارس الإكراه ولكن بعد أن تصنع مجتمع اللإكراه بدون إكراه وإن لم تتمكنوا من فهم هذا انظروا إلى التاريخ كله بما فيه تاريخ المسلمين هل أمكن صنع مجتمع اللإكراه ومجتمع الرشد بالإكراه أليس كل الذين أرادوا أن يصنعوا مجتمع الرشد بالإكراه باءوا بالفشل الذريع وآخر الأحداث السودان انظروا ماذا حدث للذين اعتمدوا على العسكر فهل يتمكن الشباب أن يفهموا هذا ويكفوا عن الإكراه ويفهموا أن مجتمع الرشد لا يصنع بالإكراه ومن لم يقتنع فليكرر الأخطاء لقد صار الإكراه قبيحا إلا عند الذين لا قيمة عندهم للأفكار.

مقالات ذات صلة