اهتمام القرآن بالتاريخ
من Jawdat Said
لماذا يهتم القرآن بتاريخ الأولين ويقول لنا: (لنْظُروا) إليهم وإلى الذين سيأتون من بعد؟
إن الحق والقانون، (الميزان والقسطاس)، السنَّة، لن تضيع لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل.
المناخ الذي يتمتع فيه جسدك بالاستقرار محصور ضمن درجات حرارة معينة، ولا بقاء لجسدك خارجها، سواء كان ذلك ارتفاعاً أو انخفاضاً، برداً أو حراً.
المناخ الذي يتمتع فيه جسدك بالاستقرار محصور ضمن درجات حرارة معينة، ولا بقاء لجسدك خارجها، سواء كان ذلك ارتفاعاً أو انخفاضاً، برداً أو حراً.
القانون، السنة، الميزان، القسطاس، الإحصاء، كلها وسائل لتمييز النافع من الضار، والذين لا يعرفون التاريخ لا يمكنهم أن يقدسوا لله، ولا أن يقدروه حق قدره، ولا أن يعزروه ولا أن يوقروه، لأن عظمة الله تتجلى في خلقه وإبداعاته في خلقه لا في مكان آخر، والقرآن يردنا إلى النظر إلى الخلق وعواقب الأمور، واكبر الأخطاء والخطايا التي ارتكبها المسلمون ويرتكبونها، أنهم لا ينظرون إلى العواقب.
والمسلمون بشر، وقد يكون ظنهم صحيحاً، وقد يكون خاطئاً، وقد يفهمون الحق وقد يخطئون في فهمه، إذا لم ينظروا إلى خلق الله، والكتب لا يمكن أن تكون مصدر هداية إن ألغى الناس النظر إلى عواقب الأمور وسنن الخلق، والكتاب يمكن أن يضل وأن يهدي، فمن لا يعرف التاريخ يضل فيه وبه، ومن يعرف التاريخ وعواقب الأمور يهتدي به: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً، وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ، الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ، وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ، أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ) البقرة: 2/26-27.
كيف نقطع القرآن عن العواقب؟ كيف قطعنا ما أمر الله به أن يوصل؟ كم مرّة أشرت إلى أهمية التاريخ في كتاباتي وأحاديثي، وكم وجدت أن الناس لا يعرفون التاريخ، ولا يفهمون إلا أنه الأشياء التي يكتبها الناس في مدح حكامهم، وفي تزيين الباطل؟