المساواة والقضاء على الظلم والفساد
من Jawdat Said
أريد أن أقول، بحرف مضمر وكلمة واحدة: إن القضاء على الظلم والنفاق، يكون حين نلمح أن قانون البشر واحد كما أن قانون الذرات والأفلاك واحد في نظام سيرها.
فإذا فهم الناس، أو وجد من يكشف لهم أن السيئة سيئة، سواء منا أم من غيرنا: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ولا بأماني أحد من البشر- مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا) النساء: 4/123، ولن تبكي عليه الأرض ولا السماء.
إن أم الأمراض النفسية وبؤرتها هي أن تترفع عن قبول أن ينطبق عليك ما ينطبق على الآخر، وبكلمة أخرى: أن تعطي لنفسك امتيازات لا يتمتع بها الآخرون.
قديماً قالوا: قد أنصفك من ساواك بنفسه. فهل يمكن لنا أن نقبل المساواة؟ ما معنى أن نقبل بها؟ هل نجرؤ على تحمل تبعة هذه الفكرة؟ إلى أي مدى يمكن أن نقبل المساواة؟ عند أي نقطة سننكص عن الاعتراف بها وسنرفضها؟ هل يمكن لأحد أن يقدم الدليل على قبوله بهذه الفكرة، من غير أن يكون قد قبل فكرة ابن آدم؟ هل عندك استعداد لأن تقرر هذه القاعدة؟
أنا لا أعطي لنفسي حقاً أحرمك وأحرم الآخر منه، وسألتزم هذه القاعدة، وإن كنت ترفضها، وبهذه القاعدة يمكن لنا أن نضع القانون الذي لن يُغلب متمسك به، لأنه قرر القاعدة التي يحمي بها نفسه ويحمي الآخرين.
هل يمكن لنا أن نقبل أن يكون للآخر، الذي يحمل ديناً مختلفاً أو لا يحمل ديناً، مثل الحق الذي نملكه تماماً، على الرغم من شعورك بأنك تمتلك دين الحق وأنك غني ومتمكن وقوي؟
قد يكون قريباً وجود فرد يقبل ذلك، ولكن هل يمكن أن يوجد مجتمع يكرس حياته كلها مستنفراً لحماية العدالة بين جميع الناس والمجتمعات؟ هل يمكن أن نتصور ذلك؟ هل يمكن أن نجند أنفسنا لصنع هذا المجتمع إن لم يكن موجوداً، وألا نتحول إلى حُماة للامتيازات وللذين يحمون الامتيازات؟