القلب والعقل

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

العمل قدرة وإرادة


Alamalqudrawaerada.gif
تحميل الكتاب
المقدمة
الفصل الأول، مصطلحات البحث
الإخلاص والصواب
مصطلحات أخرى للإخلاص
الفصل الثاني
العمل
منطلقات العمل
التسخير
انظروا كيف بدا الخلق
كيف يتولد العمل
تعريف العمل
أركان العمل
الفصل الثالث، الإرادة
مفهوم الإرادة
من أي شيء تتكون الإرادة؟
بعض خصائص الإرادة
الإرادة روح الأمة
الإرادة كقيمة وكصناعة
الفصل الرابع
عمق المشكلة
كيف يحصّل الإنسان القدرات
ملكة تحصيل القدرات
الإرادة كانت قدرة
القدرة الأخلاقية الكامنة
أسلوب آخر لتعريف الصواب
الفصل الخامس - تطبيقات
هل عند العالم الإسلامي إرادة؟
عمى الألوان
القدرة والإرادة كشريعة وحقيقة
موقف أهل الدين والسياسة من نقص القدرة والإرادة


ومن مصطلحات الإخلاص (الإرادة) والصواب (القدرة): (القلب والعقل). وغالباً ما يستعمل القلب - في الكتابات الحديثة - على أنه محل العواطف والإخلاص والحماس، كما يستعمل العقل للوعي والفهم، وهذا الاستعمال أكثر ما يستخدمه محمد إقبال.

أما القرآن فيستخدم القلب على أنه الشيء الذي يقوم بوظيفة الفقه والعقل والاطمئنان في الإنسان، وفيه قوله تعالى:

﴿لهم قلوب لا يفقهون بها﴾ (سورة الأعراف: الآية 179)، ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها﴾ (سورة الحج: الآية 46)، ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ (سورة الرعد: الآية 28) ولم يَرِد العقل في القرآن اسماً ولا مصدراً وإنما ورد فعلاً أي وظيفة وعملاً يقوم به الإنسان أو لا يقوم، اختص الله به الإنسان.

إذاً فالعقل يطلق على الآلة، والعقل يطلق على الوظيفة، وقال ابن تيمية في هذا: (فالفكر للقلب، كالإصغاء للأذن).

وسئل أيضاً عن مسكن العقل فقال في جوابه: (فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل، وأما من البدن فهو متعلق بقلبه كما قال تعالى: ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها﴾ (سورة الحج: الآية 46). لكن لفظ القلب قد يراد به المضغة الصنوبرية، وقد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقاً، فإن قلب الشيء باطنه كقلب الحنطة … ومنه سُمِّيَ القليب قليباً لأنه أخرج قلبه وهو باطنه، وعلى هذا فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضاً، لهذا قيل: إن العقل في الدماغ كما يقول كثير من الأطباء. ونقل ذلك عن الإمام أحمد …).

مصطلحات أخرى:

ويمكن أن يفهم معنى الإخلاص (الإرادة) والصواب (القدرة) من كلمات أخرى مثل كلمتي (نفس وزمن)، ويستخدم هذا المصطلح كثيراً مالك بن نبي في كتبه فيستخدم كلمة نفس للجانب الأخلاقي واللاشعوري الانفعالي، بينما يستخدم كلمة زمن وزمنية للجانب العلمي السنني والوعي.

كما يستخدم أحياناً مكان زمني كلمة (اجتماعي)، فكلمة الزمن والمجتمع يستخدمها مالك بمعنى الصواب والفهم للقوانين والسنن ونتائج الأعمال. ويستخدم كلمة (الضمير) مكان النفس مقابلاً للعلم، فحين يقول مالك: (إن الضمير متخلف عن العلم) يقصد به أن الإخلاص - الأخلاق - متخلف عن العلم كما هو الحال في العالم الغربي. ومثلها قوله: (إن القرآن كان علماً فوق الضمير الجاهلي). (انظر كتاب وجهة العالم الإسلامي).

وكذلك كلمتي (همّام وحارث) اللتين وردتا في الحديث الصحيح: (أصدق الأسماء حارث وهمام)، وكذلك قوله (ص):

(تَسَمَّوْا بأسماء الأنبياء. أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمّام، وأقبحها خرب ومُرَّة).

فكل إنسان فعّال (حارث) ومريد (همّام).

وبعد فهذه المصطلحات تساعد على جمع معنى الإخلاص (الإرادة) والصواب (القدرة)، لأن نجاح العمل الإنساني مرتبط بهما. وليس المهم الإكثار من المصطلحات، وإنما المهم المحتوى أولاً، ثم فهم المراد من المصطلحات حين تستخدم، وأن لا نظن حين نرى حشداً من المصطلحات أنه يقابلها حشد من الحقائق المختلفة - فهذا يشتت الجهد - بينما تحديد الفهم لقانون حركة الإنسان يقلص كثيراً من ينشأ من تشعب المصطلحات. وجمع المصطلحات يسهل فهم ما يقصده الكتاب، وتحديد ما يقصده الباحثون.

جدول مصطلحات الإخلاص والصواب
الإخلاص والصوابإياك نعبد وإياك نستعينلا إله إلا الله، محمد رسول اللهالغاية والوسيلةلماذا وكيفالبواعث المعللة والطرق التنفيذيةالموثوق والمضطلعالعدل الضابطالأمانة والقوةالحفيظ العليمالقاعدة والقمةاللاشعور والشعورالعاطفة والفكرالأخلاق والعلمالقلب والعقلمصطلحات أخرى