القرآن ومبدأ التوحيد

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


إذن، فالتاريخ والأحداث هي التي ستكشف وتحدد معنى (لا إله إلا الله)، ودعوة الأنبياء جميعاً هي (لا إله إلا الله)، ولكن كيف فقدنا ثمرات التوحيد ومنافعه؟ كيف فقدنا (لا إله إلا الله)؟ هل قلنا على الله إنه اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو أنه متعدد الذات؟ هل جاء الأنبياء ليعلموا الناس توحيد الله وأنه ذات خالقة للكون والحياة؟

لا أعتقد أن هذا الأمر مشكلة أساسية، لأن توحيد ذات الله أمر فطري في الناس الذين يتأملون في خلق السماوات والأرض: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ، رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران: 3/191.

هذا النوع من التوحيد، توحيد الخالق، كان القرشيون الذين نسميهم كفاراً، كانوا يؤمنون به: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) الزخرف: 43/9، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) الزخرف:43/87.

بعضهم يسمي هذا التوحيد توحيد الربوبية، ولكن هناك توحيدان غير هذا التوحيد، فتوحيد الربوبية الذي هو توحيد الخالق لا يدّعيه أحد، وحتى فرعون لم يدع خلق السماوات والأرض، بل ادعى ملك مصر، ولا أظن أن أحداً من الخلق الآن يستطيع أن يدّعي انه خَلَقَ السماوات والأرض، والقرآن لم ينزل لغرس هذا التوحيد فقط، بل نزل لإبطال أمرين آخرين هما الجبت والطاغوت، فما هو الجبت وما هو الطاغوت؟

الجبت هو دعوى الذين يزعمون أن لهم عند الله دالّة أو قرابة أو انهم وسطاء أو شفعاء، أو أن بإمكانهم أن يقربوا الناس إلى الله زلفى. وفي هذا الباب يدخل كل المشعوذين الذين يستغلون الناس ليوصلوهم إلى الله، ويهددونهم بأنهم سيسخرون الآخرة وستصيبهم المصائب في الدنيا إن لم يطيعوهم، وهذا النوع من الناس لا يسيطرون على الناس بسلطانهم الدنيوي، ولا بقوتهم السياسية أو المادية، بل يخوفونهم بقوى خفية غيبية، فيخاف الناس الذين لم يعرفوا التاريخ وتجارب البشر من هذا النوع، ويتخذ هذا الخوف مظاهر له في عبادة الرجال الصالحين أحياءً وأمواتاً، أو الذين يظن فيهم الصلاح والقربى والزلفى إلى الله، وهذه هي وثنية الشعوب الضعيفة.

أما الطاغوت فهو الذي يرهب الناس ويهددهم بالعذاب في الدنيا، وبالقتل وقطع الأرزاق، وبالضرب بيد من حديد (وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا) طه: 20/71.

لقد كان هذان الصنفان من الشرك مختلطين فيما سبق من الأزمان التاريخية، فكان الَملِكُ مختلطاً بالله، أو مقرباً منه، أو إبناً له أو للسماء، ولكن ومع مرور التاريخ حصل الافتراق والتخصص، وغن بقي التعاون والتآزر. وربما برز بعد ذلك إله المال وهو الاقتصاد، ثم بدأ ينفصل ويتخصص، كما بدأ الجبت يظهر بصورة جديدة هي صورة الإعلام والإقناع.

انظر أيضاً

التوحيد و(لا إكراه في الدين)

الفصل الأول: السلطة والمعرفة الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
بدايات التفكير بـ (كن كابن آدم)ابن آدم ومشكلة الفسادأثر المناخ الثقافي في آلية التفكيرأمراض الجسد وأمراض الفكر والنفسبل أنتم بشرالمسلمون وعبر التاريخالإله وتصوراتنا عنهالواقع وما بالأنفسمرجعية العواقبالعدمية في الفلسفة الحديثةدراسة التاريخ في المدة الطويلةثم جعلنا الشمس عليه دليلاًالواقع والصور الذهنيةبناء الحياة الراشدةالخوف من المعرفةالخروج من لعبة القاهر والمقهورالقرآن و(لا إكراه في الدين)ميزان الزبد والنافعالقرآن ومبدأ التوحيدالتوحيد و(لا إكراه في الدين)ميزان العواقببين الرشد والغيالجهاد و(لا إكراه في الدين)عواقب التباس الرشد بالغيتعميم مبدأ اللاإكراهالعالم وعقيدة التشاؤم