الغرب والعبثية

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


ما هي عواقب تفسيرك العبثي؟ انظر إلى فلاسفة الغرب في عصرنا هذا، إنهم يرون الكون عبثاً، ولهذا وصلوا إلى العدمية، بل إنني رأيت كتاباً بعنوان (الفلسفة للمبتدئين)، في آخر هذا الكتاب وصل إلى الظواهريين (الفينومينولوجيين) والجينالوجيين والبنيويين والتتفكيكيين، وصور (جاك دريدا) قاعداً عند جدار يريد أن يفجره، ومكتوب على الجدار: انطح برأسك الجدار.

وحتى (سكينر) ذاك العالم الكبير الذي استفدت منه كثيراً، يعتبر أن اللاغائية هي السائدة في الوجود، إنه يعترف باللاهدف واللاغائية، وينفي الغرادة عن الإنسان، ويجعل الإنسان وحركته مثل حركة القذيفة، ويسخر من الذين فسَّروا حركة القذيفة بأنها تنطلق مسرعة لأنه مسرورة وتريد أن تصل إلى غايتها، وهو يردي ان يثبت ذلك في الإنسان، إن سير الإنسان مثل سير القذيفة.

لا تظنن أن هذا الفيلسوف الكبير ينطلق من فراغ، لا، إنه يقول حقاً كثيراً، ولكنه يلغي شيئاً صغيراً جداً، أو لا يعطيه قيمة، أو يتجاهله لصغره ولطول الزمن الذي يؤثر فيه قليلاً.

إنه يرى أن الإنسان من صنع بيئته المادية والبشرية، ولكنه لم يلاحظ نمو البيئة، واعتبر ذلك غير جدير بالبحث الجدّي.

نعم نحن ضمن دائرة ثقافتنا، مئات الملايين يعيشون - كما يقول سكينر - في مجتمعهم ويتحركون مثل حركة القذيفة، ولكن خفي عليه أو أمكنه أن يتجاهل أنّ بعض أفراد المجتمع ليسوا كالقذائف، وأنهم يريدون أن يغيروا سير المجتمع، ويتمكنون من ذلك.

إن تجاهل هذه الأحداث البطيئة يجعل الكون عبثاً.

لقد بذل سكينر جهوداً كبيرة، وكل الجهود التي كان يبذلها إلى آخر حياته، وهو تحت خيمة الأوكسجين، وكل حياته وسلوكاته، كانت مبرّرة، ولا تسويغ لها إلا الغائية القائمة في الوجود، وهذا العمل الدؤوب دليل على أنه كان يعمل ضد قناعاته الظاهرة، ولو لم توجد أهداف وغايات لما وَجَدَ لَذَّةً في البحث.

ما معنى اللذة وما أنواع اللذات؟

سئل سكينر في مقابلة صحفية عن العواقب السارة التي وجدها في بحوثه، فأجاب قائلاً: إن أعظم تقدير جاءني كان من مدرِّب (سيرك)، كان يدّرب الحيوانات والوحوش، قال هذا المدرب لسكينر: بعد جهودك وأبحاثك التي بينت أن التربية والتغيير لا تكون بالعقوبات، بل بالتعزيز الإيجابي عن طريق المكافآت؛ جربنا طريقتك في تعزيز السلوك الناجح، فَتَرَسَّخَ السلوك الذي أعقبه تعزيز، ولذلك لم نعد ندرِّب الحيوانات بالعقوبات، بل بالمكافآت، قال سكينر: هذا أكبر تعزيز جاءني، وأعظم تقدير حصلت عليه لبحوثي..

لقد سُرَّ سروراً عظيماً بهذا التقدير والنجاح، سُرَّ بنجاحه في رفع العذاب حتى عن الحيوانات، وبيان أن التربية والتقدم الانساني لا يكون بالعقوبات، سَرّه هذا التقدير، ولا حرج في أن شبه سكينر سروره بسرور القذيفة أو حجر المقلاع، فأنا لا آخذ منه النظرة اللاغائية للوجود، لكنني أقدِّرُ سعيه في بحث القيم، والنتيجة التي وصل إليها بأنّ تغيير سلوك الإنسان لا يكون بالعقوبة بل بالتعزيز الإيجابي.

بإمكاني أن أوافق سكينر على هذه النتيجة، وأن أقول: التعزيز السلبي يمكن أن يكون مفيداً في زاوية ضيقة جداً، مثل فائدة بعض الأدوية لبعض المرضى، مثل بعض السموم وبعض أنواع الجراحة التي نستخدمها أحياناً، غير أننا لا نستخدم هذه الأشياء دائماً، ونظام الحياة ليس قائماً عليها، بل إننا نستغني عنها كلما كان ذلك ممكناً، ومتى استطعنا العدول عنها إلى ما هو أفضل منها.

كم من مساكين مرضى السرطان؟؟!! الذين يتجرعون السموم التي تدمّر المرض والمريض، لعل هذا السم يقتل المرض دون المريض ، ولكن هذا لا ينفي قانون الزبد، ولا يناقض غاية الوجود ومسيرته نحو الأفضل.

الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية الفصل السابع: مذهب الرشد
التاريخ يزيل الالتباسالتأمل في الآيات التاريخيةتقبل الحسنات ورفض السيئاتالغفلة والعذاب الأليمالتراث الأوربي والسوق المشتركةالسعي الدؤوب لتحقيق الهدفالفجر الجديد وكلمة السواءتوجيه الطاقات واستثمارهاالإنسان بين التزكية والتدسيةالسوق الأوربية والرشدالعلم قبل المالالإنسان والتسخيرالتاريخ والمستقبلاليأس والكفر والتذكرمشكلة العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسانالسوق الأوربية وكلمة السواءكيف بدأ خلق الوحدة الأوربيةالوحدة الأوربية والتصوفالتخلص من الإكراه باتجاهيهالإكراه والتغييربين المعاني والألفاظالاتحاد السوفيتي والإكراهالصينيون بين الإكراه والرشدالقراءتان التاريخية والماورائية للقرآننموذج القراءة التاريخية: (قصة قوم يونس)الغرب والعبثيةغائية الوجودالقرآن والشكنهاية الحلول البطوليةالشك بين الوسائل والغاياتسبيل الاتحاد الأوربي وسبيل الاتحاد السوفيتيأوربة والعذاب الأليم