العلم والعمل
من Jawdat Said
لابد من العلاقة السوية بين الفكر والعمل، لأن العمل إذا انفصل عن الفكر كان الفساد، والعكس صحيح أيضاً، ولكن ما هي العلاقة بين الإيمان والعمل الصالح، لا مجرد العمل؟
كأن المشكلة ترجع إلى العلم والعمل، كيف يمكن أن تكون العلاقة سوية بين العلم والعمل، بين سلطة المعرفة وسلطة العمل؟ لأيهما السلطة؟
في البداية العمل هو الذي ينتج المعرفة، وكثيراً ما يكون ذلك بالمصادفة، فترتبط الأسباب بالنتائج فيخلق العمل الصالح النافع، ويربط الإنسان العمل النافع بأسبابه فيحدث العلم وتحدث المعرفة.
هكذا يكون بدء المعرفة، حيث العمل قبل العلم، والعلم نتيجة العمل، ولكن حين يتراكم العلم، ويعاد إنتاجه يصبح العلم أولاً، لأن الذي لا يعلم الأحداث والأعمال السابقة ونتائجها؛ يتراجع علمه ويتراجع عمله.
إذن، إذا كان العمل هو الأول في البدء، لكن الاستمرار والتطور يكون بتبادل المواقع، حيث تتراكم الأعمال، ونحتاج إلى العلم كي لا ننساها فتضيع التجارب.
إن المعرفة الأولوية للعمل في بدء الخلق، ولكن الأولوية للعلم في إنتاج العمل الصالح، ويمكن إظهار هذا التبادل بين الأولويات من خلال العلاقة بين الاسم والمسمى، فالمسمى هو الأول. في بدء الخلق وفي ولادة أشياء والأفكار، ثم تأتى الأسماء والألفاظ، ولكن عند الاستمرار في الحياة العملية تأتى الأسماء أولاً، والطفل يتعلم الأسماء والحروف أولاً ثم الكلمات ثم معاني الكلمات.
لا انفصال ولا استقلال للعلم عن العمل، فالعلم عو عمل متراكم، ولكنه يقدّم كعلم يضم التجارب العملية كي لا تنسى، وكي لا تعاد التجارب غير النافعة.