العدل الضابط
من Jawdat Said
في مصطلح الحديث يعرفون الحديث الصحيح: (بالحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً ولا معللاً) مختصر علم الحديث لابن كثير - القاهرة - 1936م. فمما يشترط في راوي الحديث أن يكون عدلاَ ضابطاً. والعدل: هو الذي يتوفر فيه الإخلاص لله. والضابط: هو الذي لا تشتبه عليه الأمور لوعيه وقوة ذاكرته، وهو الذي يوصل إلى الصواب ويجنب الوقوع في الخطأ.
ورواية الحديث شهادة، وشرطها العدالة والضبط. وهما الإخلاص في الشهادة والصواب فيما يشهد به، ويقول الله تعالى في هذا : ﴿وأشهدوا ذوي عدل منكم﴾ (سورة الطلاق: الآية 2)، هذا جانب الإخلاص في الشهادة، أما في تحقيق الكفاءة ففيه قوله تعالى: ﴿أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى﴾ (سورة البقرة: الآية 282) وذلك ليتحقق الصواب أي الضبط.
والأمة المسلمة منوط بها أمر الشهادة:
﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾ (سورة البقرة: الآية 143).
فعليهم أن يوفروا شرطي الشهادة، أي عليهم أن يشهدوا للحق وبالحق، لله وبالقسط.
والقيام بوظيفة الشهادة يقتضي الحضور والشهود لأكبر كَمٍّ ممكن من القضايا زماناً ومكاناً، حتى لا تبقى قضايا لم يشهدوها؛ وهذا يقتضي عملية مسح وتصنيف واختزال لأحداث البشر في الزمان والمكان، ليكون أداء الشهادة على وجهها الصحيح، وهذه ليست وظيفة فردية وإنما هي وظيفة جماعية.
والتكليف بهذه الشهادة يمثل هذه المهمة، ففيها ابتلاء يحمل على الإشفاق وإثارة تحمل على الاستنفار التام لكامل الطاقة، لأنها وظيفة تثبت بها جدارة الإنسان لأن تسجد له الملائكة وينقض توقعاتها بإقامة العدل وحقن الدماء.
جدول مصطلحات الإخلاص والصواب | ||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الإخلاص والصواب • إياك نعبد وإياك نستعين • لا إله إلا الله، محمد رسول الله • الغاية والوسيلة • لماذا وكيف • البواعث المعللة والطرق التنفيذية • الموثوق والمضطلع • العدل الضابط • الأمانة والقوة • الحفيظ العليم • القاعدة والقمة • اللاشعور والشعور • العاطفة والفكر • الأخلاق والعلم • القلب والعقل • مصطلحات أخرى |