السوق الأوربية وكلمة السواء
من Jawdat Said
ما هو الكبر الذي يحول دون رؤية الرشد والرشاد، ويجعل صاحبه غير مستطيع لسلوك سبيل الرشد حتى بعد رؤيته؟
إنه تعالى لم يقل: إنهم لا يرون سبيل الرشد، لكنه قال: (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) الأعراف: 7/146.
ما صلة بحث الكبر والبغي، بما أردت أن ألفت النظر إليه سابقاً من الآيات التي تحدث في الأرض، والتي لا قدرة لنا على الانتباه إليها، وإذا انتبهنا إليها نرفض أن نتخذها سبيلاً؟
مرّة أخرى أعيد قوله تعالى: (وَكَأَيٍّ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) يوسف: 12/105.
إن السوق الأوربية المشتركة، من آيات الله في التاريخ البشري، إذ يصنع الأوربيون هذا الحدث دون إكراه، بل بكلمة السَّواء والعدل، دون إكراه، دون قوة.
لا إكراه في تلك السوق، لا يدخل أحد إليها وهو مكره، بل يدخلون إليها باختيارهم، لا يذهب إليهم بجيش وسلاح، إن شئت دخلت وإن شئت لم تدخل: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، لا إكراه في السوق الأوربية.
في السابق كانوا يظنون أنهم يستطيعون أن يصنعوا الوحدة بالجند والسلاح، لكنهم بعد ذلك وصلوا إلى فكرة (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، لا إكراه في السياسة، فمن شاء فليدخل، ومن شاء فليخرج، وقد طلب المغرب العربي الانضمام إليهم، ولكنهم رفضوه.
مع أن المغرب العربي وتركيا يطلبان الانضمام إلى السوق الأوربية، إلا أنهم لا يستطيعون، ولا يسعون، ولا يتداعون لسلوك سبيل السوق الأوربية المشتركة، لماذا يقومون بهذا؟ لماذا يُصْرَفونَ عن هذا؟
(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً..) الأعراف: 7/146.