الدكتور البوطي وكتاب الجهاد

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


حين صدر كتاب (الجهاد في الإسلام؛ كيف نفهمه؟ وكيف نمارسه؟) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، هتفتُ وقلت: لن يكون العالم الإسلامي بعد هذا الكتاب كما كان قبله. لم أقل هذا ظناً مني بأن العالم الإسلامي سينقلب بين عشية وضحاها إلى عالم آخر، ولكن حين يعيد رجل في وزن الدكتور البوطي إلى ساحة المسلمين، فكرة أن الكفر ليس سبباً في جواز قتل النفس التي حرم الله، وان الجهاد لم يشرع لإزالة الكفر، فإن هذا، ولا شك، تقدم ودخول في عملية الإصلاح الإسلامي.

حين أقول: يعيد إلى ساحة المسلمين، فإنني أقصد أنه لم يأت بشيء جديد، ولم يبدع أمراً خارقاً، بل أحيا شيئاً ضيعه المسلمون، وأبرز أمراً مستبعداً، وأخرج إلى الوجود سُنَّة منسية، وأعاد إلى حياة المسلمين منهج النبوة. ومهما كثر القيل والقال، ودارت مناقشات واعتراضات، وتداول الناس التأويلات والتفسيرات، فإن هذا تقدم لا ينكر، وسعي إلى الإصلاح لا بد أن يشكر.

وأنا لا أشك بأن دراسة هذا الموضوع، وإعادته إلى ساحة النقاش، علامة صحة، وخطوة نحو ترشيد الصحوة، وإزالة الشبهات والالتباسات، وأرى أنه ما لم نحرر هذا الموضوع؛ فلا يمكن إيقاف الحرب بين المسلمين.

إنني على يقين من أن كل من أراد أن يبحث هذه المشكلة في مصادر الإسلام سيتوصل إلى ما أبرزه الدكتور البوطي في كتابه، وما أظن أن عالماً، مهما كانت درجة معرفته الإسلامية، يقول: إن الحكم الذي يأتي بالغلبة والبغي هو حكم مشروع إسلامياً، والنزاع إنما يدور حول تقدير أي الباغِيَين أفضل، أو أيهما أقل بغياً.

ولكن العلماء، ع هذا، يسكتون عن هذا الأمر الذي لا خلاف فيه، وهو أنه لا يمكن إعادة الرشد بالغي، وإعادته لا تكون إلا بالرشد.

لقد تهاونوا في هذا الأمر، ولم يدققوا فيه، رجاء أ يتحول الحال إلى أفضل على يد بعض البغاة، وقد فتح كتاب الجهاد الباب للبحث بمستوى غير عادي، ونرجو أن يكون بداية لتصحيح مسار الحركة الإسلامية في العالم المعاصر، والعودة إلى الأصول الإسلامية التي لا يتنازع فيها اثنان، وإن كانت مهجورة ومؤجلة.

إن هذا الكتاب خروج من التأجيل، وعودة إلى الأصل المنسي أو المتناسى، وليس هذا ما في الكتاب فقط؛ بل فيه شيء كبير آخر، شيء أخذ القسم الأول من الكتاب، وهو بحث أهمية الدعوة وإعادة الحياة إلى المبادئ الإسلامية، وفي هذا القسم بدا يعطي الأولوية للفقه والمعرفة، وليس للقوة والبطش والغي والبغي، وهذا الاتجاه تغيير في مسار الحركة الإسلامية، وإيضاح لحقيقة أن الفقه بالقرآن هو الجهاد الذي بدون لا يتحقق الجهاد الإسلامي القتالي، كما أنه قرر أن القتل والقتال هو وظيفة المجتمع، لا وظيفة الأفراد، وأن الشرطة والقضاء هم الذين يمارسون حفظ حقوق الناس، وأن المجتمع يتكون بالدعوة والرشد، وهو الذي يفرز ممثليه وقضاته وشرطته وحاكميه، وأن ممثلي الشعب لا يفرضون أنفسهم بالإكراه، بل بالتعليم والدعوة إلى منهج النبوة.

لعلِّي أسأت، بهذا العرض، إلى الفكرة وصاحبها، حين تناولت بهذا الأسلوب الذي يفتقر إلى الوضوح والبيان، ولكن استمرار البحث هو الذي سيعيد الحياة النظيفة النقية التي يتعارف فيها الناس على أساس الصدق وتوخي حل المشكلات، والبدء بها الآن، وعدم تأجيلها.

ينبغي أن نعلم أن الأعمال يمكن أن تؤوّل، والنوايا يمكن أن تتهم، ولكن التاريخ يشبه يوم الحساب، لا يضيع عملاً نافعاً مهما كان ضئيلاً أو كبيراً، فالزبد يذهب جفاءً، ومهما بدا رابياً في حجمه، فإنه خفيف في وزنه، ومرعب في وهمه.

إن مواجهة الناس بالحقائق التي استبعدت طويلاً، يحدث لديهم نفوراً، ويخلق سوء تفاهم معهم، ويثير في عقولهم ونفوسهم شبهات مزعجة غالباً أو أحياناً، فما العمل إزاء كل هذا؟

لا بد أن نتقدم ونتعلم دائماً كيف نحصد أعظم المكاسب بأقل الخسائر.

بالإمكان تأويل الكلمات والنوايا، لكن التاريخ يغربل الأمور كلها، والناس يراجعون أنفسهم، ويتبين لهم قدرهم، ومبلغ علمهم، ونهاية مسعاهم.

إن التاريخ يعلمنا الزبد من الأفكار، والنافع منها، وليس هذا فحسب، بل يعلمنا السُّنَّة التي على أساسها يذهب الزبد جفاءً، ويمكث في الأرض ما ينفع الناس، التاريخ يعلمنا الهدف والوسيلة، يعلمنا الصبر ويعلمنا المُدَدَ والعُدَدَ التي بواسطتها يتحرك التاريخ (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) الأحزاب: 33/62.

الفصل السادس:الوحدة الأوربية الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء كن كابن آدم
الحضارات وتحدي الكدح الإنسانيالأنبياء وحركة الكدح الإنسانيتطهير القلب واليد واللسانالزيغ والالتباسالكفر الدنيوي والكفر الأخرويالدكتور البوطي وكتاب الجهادقوم يونس وتفادي العذابمسيرة التقدم التاريخيالإنسان وأمانة التسخيرميزان الحق والباطلالقتل والتهجيرابن آدم واليد البيضاءسبيل الرشد في مذهب ابن آدممذهب ابن آدم والتخلص من الالتباسالمسلمون ومحاولة صنع الرشد بالغيطريق الحق وطريق ابن آدم والأنبياءسبيل الرشد وسبيل الديمقراطيةموقف ابن آدم موقف لا لبس فيهمراتب العملالمشكلة الإسلامية والتحدي الفكريالحق والباطل في القرآن وفي تصوراتناالنبي والقوة الفكريةالتباس الرشد بالغيالوضوح والنقاء في مذهب ابن آدمالأنبياء والصبر على الأذىالإسلام وإلغاء النصرة الجاهليةالوحدة الأوربية والفكر العالميالأمم المتحدة والعشائريةالأطفال واكتساب المفاهيمالإنسان وعلم التغييرالمساواة والقضاء على الظلم والفسادمن تأييد الظلم إلى الوقوف بوجههنحو العدل والمساواةالقرآن ينقل مصدر المعرفة إلى التاريخ