الارتباط الوثيق بين القراءتين

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


إن الجهد والممارسة ومحاولة التعليم والتفهيم والتذكير يزيل الالتباس بإذنه تعالى. وبين هاتين القراءتين ارتباط شديد بحيث إذا ذكرت إحداهما، استلزم ذلك وجود الأخرى حتماً، فإذا قلنا: أن الله أنعم على قوم بالغنى والصحة والحب والإيثار، فكأننا نقول: إن هؤلاء القوم غيروا ما بأنفسهم من عوامل الفقر والمرض والبغضاء والأنانية. كذلك إذا قلنا: عن الله ابتلى قوماً بالفقر والمرض والبغضاء والغدر، فإن ذلك يعني أن هؤلاء القوم يحملون في أنفسهم عقائد ومفاهيم ومذاهب تورث هذه العواقب والثمرات، ويعني أن الله لن يغير ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وللتدريب على ربط هاتين القراءتين، نقول: إذا قال الله تعالى مثلاً: (قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران: 3/26، عند هذه الآية نقول: إن الله تعالى لم يذكر إلا العمل الذي يرجع إليه من خلق السنن وخلق العواقب والثمرات من تطبيق السنن، وإذا كان الله تعالى لم يذكر العمل الذي يقوم به الناس للحصول على الملك والعز وتحصيل الخير؛ فهذا لا يعني أن الله يؤتي الملك من يشاء جزافاً، وينزعه ممن يشاء جزافاً، بل إنه تعالى لا ينزع الملك إلا من الذين غيروا ما بأنفسهم، فالذين يعرفون السنن ويمارسونها يحصّلون ثمراتها، ويتمتعون بالصحة والغنى والحكم الراشد، والذين يجهلون السنن، ولا يمارسونها؛ تزول عنهم النعم، وتحلُّ بهم النقم، وصدق الله القائل: (وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) النحل: 16/33.

وحين نقرأ قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال: 8/62-63، نقول: نعم لقد ألف الله بين قلوبهم، ولكنه لم يؤلف بينها بخوارق بل بسنن، وعدم فهم هذا يجعل حياة الناس مظلمة: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)آل عمران: 3/159، فالذين يمارسون سنن تأليف القلوب لا يحصل الانفضاض من حولهم.

ومهما كان الجهد الذي يبذله البشر تافهاً وسهلاً وقليل المؤونة، فإن النتائج الباهرة لا تتحقق إلا ببذله، فالخلق الذي يقول عنه الله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) لقمان: 31/11، هذا الخلق البديع المكرم لا يخلقه الله إلا إذا مارس الناس التزاوج.

الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
فعل الله وفعل الإنسانالارتباط الوثيق بين القراءتينموقف القرآن من الذي ينسبون أخطاءهم إلى اللهتوينبي ونظام سير الحضارةاستثمار طاقات الأطفالأثر المعرفة التاريخية في الإنساناحتفال القرآن بالمواقف التاريخية الصحيحةبين النظر والانتظارالتاريخ وفرز الحق من الباطلاهتمام القرآن بالتاريخالمسلمون والتاريخالتاريخ والحجة الإبراهيميةالمقدس والنافعالعواقب المعجلة والعواقب المؤجلةالدخول إلى معبد التاريخمذهب بلال ومذهب ابن آدمبلال وتغيير ما بالأنفساليأس والكفرالجنون والسحر والرحمة والعذابالأنبياء والرحمةمن دلالات حرب الخليجالقراءتان وصرف الإنسان عن الآياتأمراض الفكر وجراثيمه