الإنسان ومشكلة اللغة
من Jawdat Said
ما هي المشكلة اللغوية؟ ما هي المشكلة الإنسانية؟
الإنسان هو الكائن التاريخي، ومعنى الكائن التاريخي أنه ذاك الذي يغير ما بنفسه خلال التاريخ، فيزيد علمه ومعرفته بقوانين الوجود خلال الزمن، وتزيد خبرته المتراكمة في التعامل مع الوجود، ولا يمكن نقل هذه العلوم والمعارف والمنافع والتسخيرات المتراكمة، والتي حصّلها الإنسان الفرد بتعامله مع الوجود، إلى الآخرين؛ إلاّ بواسطة اللغة، ولكن اللغة ليست هي الحقيقة، بل هي رمز ومجاز للحقيقة، والذين قالوا بوجود الحقيقة في اللغة؛ كان قولهم هذا مجازاً أيضاً، بل إن الوجود كله مجاز وعلامة على مغزى الوجود، والحقيقة الوحيدة التي ليست مجازاً هي الله الذي يُعَدُّ كَوْنُهُ رمزاً عليه.
إن الذين يقولون بوجود كلمات حقيقية ومجازية، إنما يتحدثون عن حقائق نسبية ومجازات نسبية، ولعل هذا ما جعل الإمام الغزالي يقول: « من طلب المعاني من الألفاظ ضاع وهلك »، ومن طلب المعاني من الأذهان ضاع وهلك أيضاً، ولكن المعاني تكمن في العواقب النافعة والعواقب الضارة، والعواقب هي المرجعية التي أثبتها القرآن، وبما أن هذه المرجعية لم توضح ولم تحرر بعد، فالعالم لا يزال في نزاع، وكل يغنّي على حقيقته التي هي صوره الذهنية.
إن العواقب ليست بحاجة إلى غناء، والذين يعرفون العواقب يعملون بدون ضجيج، وبدون حقد أو غضب.
« اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون!!.. ».