الإلهي السماوي والسفلي الأرضي
من Jawdat Said
الطاعة لله والمعصية للطاغوت!!..
ولكن كيف نتعرف على الله، وكيف نتعرف على الطاغوت؟
ينبغي أن نجد دليلاً على هذا الشيء العلوي السماوي من العالم السفلي الأرضي، لأن العلوي السماوي جعل برهانه ودليله في العالم الأرضي السفلي، وما ذلك إلا لأن هذا العالم هو الذي يقع تحت أسماعنا وأبصارنا، وهو الذي نستطيع أن نفهمه وندرسه، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يقيم الدليل الأرضي على هذا العلوي السماوي؟!!..
إن العلوي يأمرنا أن ننظر إلى العواقب، وأن ننظر إلى الخسائر والمرابح، ويقول لنا: انظروا إلى الإحصاءات، انظروا إلى المثلات.
هذا العلوي يمكن ألا يكون حقيقياً، بالنسبة لنا، إلا إذا كان دليله سفلياً وأرضياً وواقعياً وعينياً وبصرياً وإحصائياً (رياضيات، حساب، لمس،..).
أين ورثة الأنبياء الذين يجعلون الأرض تُحدِّث اللَّغو والاشتباه والالتباس، وتحدث الحيرة، وتسيطر العبثية والتشاؤم، وتتراخى الجهود.
إنهم يلغون:
(لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) فصلت: 41/26.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) الصف: 61/8.
يريدون للسحر أن يبقى:
(وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه: 20/69.
من الذي سيجعل الفرقان بيد الناس؟
من ذا الذي سيجعلنا نفهم أن الله معنا في الأرض كما هو في السماء؟ نلقاه عند المريض، عند الجائع، عند الجاهل؛ حينما نكون معهم نكون مع الله.
إنه قريب، وقريب جداً، وأقرب من حبل الوريد، وأقرب إلينا من جارنا الجاهل الذي هو أحوج ما يكون إلى المعرفة، إلى الفرقان، إلى حقنة إنعاش!!..
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ) الأنعام: 6/82-83، (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) النساء: 4/82.
ينبغي علينا أن نتأمل في الجهاز الاجتماعي دائماً، وان نتفكر في الكتاب وفق إشارات الواقع، وان نتفكر في الواقع وفق إشارات الكتاب.
إن الكون مسخر للإنسان، بما في ذلك المجتمع، أي أن بإمكان الإنسان أن يسخر المجتمع ويجعله منضبطاً بقوانين التزكية والتدسية، كل هذا بالتعامل مع القابلية الموجودة في الإنسان، وبالتعامل مع القوة الموجودة لدى هذا الإنسان، والتي تجعله قبلاً للتزكية والتدسية.