أوربة والعذاب الأليم
من Jawdat Said
كيف نشعر أنه لا زال في الناس خير؟ كيف نحلل المشكلات التي تحول بيننا وبين قبول الآيات؟
(إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الألِيمَ) يونس: 10/96-97.
الملجأ الأخير لفتح العيون هو العذاب الأليم الذي يجره على نفسه، وعلى المصلح أن يُحذّر حتى يعذر: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا، قَالَ: يَا قَوْمِ: اعْبُدُوا اللَّهَ … قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ … قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ: لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا. قَال: أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِين …َ فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ … الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمْ الْخَاسِرِينَ، فَتَوَلَّى عَنْهُمْ، وَقَالَ: يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي، وَنَصَحْتُ لَكُمْ، فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ؟؟!! وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) الأعراف: 7/85-94.
(إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الألِيمَ) يونس: 10/96-97.
الخسائر لا قيمة لها، وحتى العذاب الأليم فإنه يحتاج إلى تكرار، ولا بد لنا من تأمل حال أوربة حتى نعلم أن العذاب لا يكفي، فكم من الحروب قامت، وكم كان عند الناس من قابلية للانتحار، وهذه القابلية ليست طاقة سلبية، بل هي قابلة للاستخدام المزدوج، في الخير وفي الشر، غير أن التحول الثقافي مثل التحول الجيولوجي، بطيء وراسخ، وهو مع ذلك قابل للتسريع والاختصار والاختزال، بمعرفة قوانين وآليات ووسائل تغيير ما بالأنفس، وعندها فإن ما يحدث تلقائياً، يمكن أن يصير صناعياً، ولهذا جاء خرق القانون بشكل سنني لا بشكل مجازي، فهل نزول العذاب حتم، وهل لا بد أن تهلك القرى؟ هل الهلاك مصير كل الحضارات؟ ألا يمكن تفادي الانتحار؟ هل الانتحار حتم لا بد من وقوعه؟