أمراض الجسد وأمراض الفكر والنفس

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


يقول بعضهم في التفريق بين أمراض الجسد وأمراض النفس: إن الإنسان حين يقرأ عن الأمراض الجسدية يخشى أن يكون مصاباً بها، ولكنه حين يقرأ عن الأمراض النفسية لا يشعر بهذا الشعور، وتكون نفسه مطمئنة إلى انه محصَّن ضدها.

ولازالت الدراسات التي تقام حول هذه القضايا تمشي على استيحاء، وهي متهمة بالإغراق في الوهم والخيال، وخاصة حين يتوجه الباحث إلى دراسة ثقافة مجتمعه، فالناس قادرون على رؤية عيوب الآخرين، ولكنهم لا يقدرون على رؤية عيوبهم هم، وعيوبهم إما أنها غير قابلة للرؤية مطلقاً، وإما أنها إذا رؤيت نُظر إليها على أنَّها خفيفة وطفيفة وغير جديرة بالبحث والنقاش، وبالمقابل يُنْظر إلى العيوب الصادرة عن الآخرين على أنها عظيمة كالجبال الساحقة الماحقة.

لقد كان بعض الصوفية أقدر من غيرهم على الدخول إلى هذا الحرم المحمي، وكذلك كان بعض علماء النفس والمؤرخون الذين يدرسون الفكر، وتاريخ ما بالأنفس، ويقومون بمقارنة المجتمعات والثقافات، ويزيد احتمال كشف العمى الفكري حين يرى الإنسان أهل ثقافتين تتهم كل واحدة منهما الأخرى بالجنون والفساد في الأرض، وأن أهلها من أصحاب الجحيم، وترى نفسها الابنة الوحيدة للسماء، فالذي يعيش ثقافة ثالثة، ويرى نماذج هاتين الثقافتين أو الدينين أو المذهبَيْن؛ يصير أكثر قدرة على كشف الأفكار والأوهام التي تحرك الآخرين، ويرى كيف أن كلا الجماعتين المتنازعتين من نوع واحد، وكلما زاد التوسع في هذه الدراسات، واصطدم الباحث بعدد كبير من الثقافات المتنوعة؛ كلما تمكن من كشف الخصائص العامة التي تحكم الثقافات، والفروق الضئيلة الموجودة بينها.

وإذا تمكن دارس الإنسانيات من الوصول إلى هذه الرؤية ثم رجع إلى القرآن؛ فإنه سيبصر مقدار الاهتمام الذي يعطيه القرآن لتشابه القلوب بين الثقافات التي ترى كل واحدة منها نفسها مقدسة ومتسامية، بينما ترى الآخرين مُدَنَّسات حقيرة.

ويضرب القرآن المثل باليهود والنصارى فيقول: (وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) المائدة: 5/18، وكذلك ينظر المسلم إليهما بتعالٍ كبير، ومن شدة العلو الذي يمنحه لنفسه، ولا يتمكن من أن يراهما شيئاً، ولا يستطيع أن يفهم أن الآخرين ينظرون إليه بالمنظار نفسه، دون أن يكون لديه أو لديه أي ميزان ومقياس.

الفصل الأول: السلطة والمعرفة الفصل الثاني: الخوف من المعرفة الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
بدايات التفكير بـ (كن كابن آدم)ابن آدم ومشكلة الفسادأثر المناخ الثقافي في آلية التفكيرأمراض الجسد وأمراض الفكر والنفسبل أنتم بشرالمسلمون وعبر التاريخالإله وتصوراتنا عنهالواقع وما بالأنفسمرجعية العواقبالعدمية في الفلسفة الحديثةدراسة التاريخ في المدة الطويلةثم جعلنا الشمس عليه دليلاًالواقع والصور الذهنيةبناء الحياة الراشدةالخوف من المعرفةالخروج من لعبة القاهر والمقهورالقرآن و(لا إكراه في الدين)ميزان الزبد والنافعالقرآن ومبدأ التوحيدالتوحيد و(لا إكراه في الدين)ميزان العواقببين الرشد والغيالجهاد و(لا إكراه في الدين)عواقب التباس الرشد بالغيتعميم مبدأ اللاإكراهالعالم وعقيدة التشاؤم