الوحدة الأوربية والتصوف

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء



ما صلة ما يحدث في أوربة بالصوفية؟ هل تتصوف أُوربة؟ هل تتدين؟ هل تعود إلى الإيمان؟ نعم يا أخي، إن أوربة تتصوف وتتدين وتعود إلى الإيمان، بل إنهم قبلوا أقدس شيء في الأديان، قبلوا ألا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله. يا لصعوبة هذا الخيار: أن يخرج من قلوبهم أن يكون أحد منهم أو دولة من دولهم رباً لبقية أوربة، أُوربة قبلت كلمة السواء على الأقل فيما بينها. أُوربة تخلصت من نابليون، ومن هتلر، بل إنها تخلصت من الثقافة التي صنعت نابليون و هتلر، واجتمعت كلها على التخلص من هتلر ونابليون، من ثقافتهما. ونحن أيضاً بدأنا نجتمع على التخلص من هتلر، بدأنا ودون وعي منا بتطهير أنفسنا من الإكراه، لا نريد شخصاً يوحدنا بالإكراه، بدأنا دون وعي نتخلص من الإكراه، وينبغي أن نتخلص من ثقافة الإكراه، علينا أن نتبين الرشد من الغي، علينا أن نفكر بالطاغوت، بالإكراه، عندئذ نعثر على الله وعلى الرشد وعلى العروة الوثقى. لم أعد أخشى قرقعة الكلمات، لم تعد ترهبني العبارات، لقد تجاوزت مرحلة التقليد، ومرحلة الحاجة إلى أن تفسر لي الكلمات، صرت أرى الوقائع، صرت أرى كلمات الله الذي: (إِ نَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [ يس: 36/82 ]. إن إرهاب الكلمات إنما يؤثر على من لم يكفر بالطاغوت، وهو لا يجدي مع مَن تخلص من عبادة الطاغوت. التخلص من الإكراه باتجاهيه: لا تحاول أن ترهبني بالكلمات، فإنك في رعب من الطاغوت، من القوة، والطاغوت ليس شخصاً، بل هو معنى. إنَّ مَن يتخلص من عبادة القوة، من عبادة الإكراه، يدخل ملكوتاً آخر. إنك لا تدخل ملكوت الرشد، ومملكة الرشد، إذا لم تتخلص من الإكراه باتجاهيه، ولا تتخلص من الإكراه إن لم يخرج من قلبك حب إكراه أحد، (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) حد فاصل قاطع، (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) [ الغاشية: 88/22 ]، لا سلطان للإكراه على مملكة القلب: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [ يونس: 10/99 ]، إنك لا تكون تخلصت من عبادة العباد، وعبادة القوة، وعبادة الطاغوت ؛ إن لم تتخلص من الإكراه باتجاهيه: أي أن تتخلص من أن تكون مُكرِهاً لأحد، وعندئذ تتخلص أيضاً من أن يكون أحد مكرهاً لك، وإذا لم تتخلص من هذين الاتجاهين ؛ فأنت لا تزال في مملكة الإكراه، أياً كان الاتجاه الذي تمثله. ينبغي أن أخرج من دائرة الإكراه، لأدخل في دائرة الرشد … ما أشد الالتباس الذي يحصل في الانتقال من أحد الموقعين، ولا اقصد بهما السيد والعبد، فليس المهم أن تكون سيداً أو عبداً، عابداً أو معبوداً، ليس المهم أن تكون المكرِه أو المكرَه، سواء أكنت هذا أو ذاك، فكلاكما في مملكة الإكراه، مملكة الرعب والخوف، مملكة شريعة الغاب والغدر، مملكة الذين يعتقدون أن الإكراه وسيلة وأسلوب لنشر الأفكار، ولذلك فهم لا يزالون في مملكة الغي والإكراه، سواء أكانوا ممارساً للإكراه أو قابلاً لأن يمارس الإكراه عليه. لا تنخدع بالكلمات، لا تخدعنك التفاسير والشروح، اعرف الأحوال الصوفية، اعرف قولهم: « كن مع الحق بلا خلق، ومع الخلق بلا نفس ». كان الصحابة يقولون لأصحابهم من المشركين في حواراتهم: اخلع عنك هذه الأوثان. ما هو خلع الأوثان؟ الخروج من مملكة الإكراه لا يحتاج إلى دولة، ولا إلى مملكة، ولا إلى حماية. لقد خرج بلال من مملكة الإكراه، وكذلك خرجت سمية، وإذا كان بعض الناس يشوهون حالة بلال وسمية، فإن ذلك يعود إلى أنهم لم يذوقوا طعم الرشد ولا حلاوة الرشد، ولا طمأنينته، ولم يعرفوا الحالة التي يعيشها من يكفر بالقوة ويتخلص من مملكة القوة، ولا يُخرج من الخوف إلى الأمن إلاّ الفهم الصحيح: (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ، وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ، مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا، فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ، وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ) [ الأنعام: 6/81-83 ]. كيف نخرج من الإكراه، ونبتعد عنه؟ كيف نخرج الإكراه من قلوبنا وننبذه بعيداً؟ كيف نخلع هذا الوثن من القلب؟ إن قلباً فيه هذا الوثن لا يمكن أن يدخل إليه الأمن، ولا يمكن أن تحل فيه الهداية، ولا يمكن أن يستمسك بالعروة الوثقى.

الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية الفصل السابع: مذهب الرشد
التاريخ يزيل الالتباسالتأمل في الآيات التاريخيةتقبل الحسنات ورفض السيئاتالغفلة والعذاب الأليمالتراث الأوربي والسوق المشتركةالسعي الدؤوب لتحقيق الهدفالفجر الجديد وكلمة السواءتوجيه الطاقات واستثمارهاالإنسان بين التزكية والتدسيةالسوق الأوربية والرشدالعلم قبل المالالإنسان والتسخيرالتاريخ والمستقبلاليأس والكفر والتذكرمشكلة العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسانالسوق الأوربية وكلمة السواءكيف بدأ خلق الوحدة الأوربيةالوحدة الأوربية والتصوفالتخلص من الإكراه باتجاهيهالإكراه والتغييربين المعاني والألفاظالاتحاد السوفيتي والإكراهالصينيون بين الإكراه والرشدالقراءتان التاريخية والماورائية للقرآننموذج القراءة التاريخية: (قصة قوم يونس)الغرب والعبثيةغائية الوجودالقرآن والشكنهاية الحلول البطوليةالشك بين الوسائل والغاياتسبيل الاتحاد الأوربي وسبيل الاتحاد السوفيتيأوربة والعذاب الأليم